-
℃ 11 تركيا
-
11 أغسطس 2025
لماذا قبلت إيران و"إسرائيل" بوقف إطلاق النار؟
التهديد القادم: جبهات جديدة محتملة
لماذا قبلت إيران و"إسرائيل" بوقف إطلاق النار؟
-
25 يونيو 2025, 12:06:34 م
-
433
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اللواء هشام الحلبي خلال المداخلة
محمد خميس
في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، قدّم اللواء طيار هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، قراءة استراتيجية متعمقة لأسباب قبول كل من إيران و"إسرائيل" باتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ، رغم حدة المواجهات التي سبقته.
1. غياب الوثيقة الرسمية: نقطة ضعف أساسية
أوضح اللواء الحلبي أن وقف إطلاق النار لم يُصَغ في اتفاق مكتوب وواضح البنود، وهو ما يُعد "نقطة ضعف"، إذ قد يفتح الباب أمام أحد الأطراف لخرقه مستقبلاً، لكنه استدرك بأن احتمال الخرق ضئيل في المدى القريب نظرًا لحجم الضغوط الإقليمية والدولية، وعلى رأسها واشنطن وترامب.
2. الإنهاك العسكري لدى الطرفين
أبرز الأسباب التي دفعت الطرفين للقبول بوقف التصعيد هو الإنهاك العسكري:
إيران أطلقت كميات كبيرة من صواريخ أرض-أرض، وتعرّضت منشآتها ومنصاتها لهجمات مؤثرة، مع وجود اختراقات نوعية داخل أراضيها.
إسرائيل تواجه تكلفة باهظة في اعتراض الصواريخ، تصل إلى 280 – 300 ألف دولار للصاروخ الواحد، مع تراجع مخزون الذخائر، ما يجعل الاستمرار في العمليات غير ممكن على المدى الطويل.
3. الضغط الأمريكي "غير المباشر"
أشار الحلبي إلى أن الضربات الأمريكية لم تكن استراتيجية، لكنها كانت "ورقة ضغط رمزية" تحمل رسالة قوية للطرفين بإمكانية التصعيد، ما ساعد في دفعهما نحو القبول بخفض التوتر.
4. الإنهاك الاقتصادي والاجتماعي: العامل الحاسم
أكد الحلبي أن الكلمة المفتاحية في هذه المعادلة هي الإنهاك:
المجتمعات المدنية في كلا الجانبين تأثرت بشدة؛ فالحياة توقفت، والناس باتوا يقضون لياليهم في الملاجئ.
الاقتصاد تعرض لضربات عنيفة، خصوصًا في إيران التي تكبّدت خسائر إضافية نتيجة اغتيالات العلماء وتدمير البنية التحتية.
5. مستقبل الاتفاق: لا ضمانات
أوضح أن "الحرب لا تُقيم بالتصريحات"، بل بما يحدث على الأرض. لذا فإن استمرارية وقف إطلاق النار ستعتمد على التطورات الميدانية، مع عدم وجود ضمانات رسمية تُلزم الطرفين.
6. التهديد القادم: جبهات جديدة محتملة
وحول تهديدات إسرائيل بضرب صنعاء، وربطها بأذرع إيران مثل الحوثيين، لفت الحلبي إلى أن "تل أبيب تتحسب لإمكانية لجوء طهران للرد غير المباشر عبر وكلائها"، ما يُبقي المنطقة على صفيح ساخن، رغم الهدوء المؤقت.
قبول الطرفين بوقف إطلاق النار لم يكن نتيجة تفاهم سياسي بقدر ما كان حتمية استراتيجية فرضها الإنهاك العسكري والاقتصادي، وضغوط دولية خفية، وسط هشاشة في أسس الاتفاق تجعله قابلًا للانهيار في أية لحظة.






