تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

نفت السفارة الإيرانية في العاصمة الألمانية برلين، اليوم الثلاثاء، بشكل قاطع الاتهامات التي وُجهت إليها بشأن التخطيط لهجمات تستهدف مؤسسة يهودية في ألمانيا، ووصفتها بأنها "مزاعم لا أساس لها من الصحة" تهدف إلى تشويه صورة إيران في أوروبا.

اتهامات غامضة وتوقيت مريب

وكانت وسائل إعلام ألمانية قد نقلت عن مصادر أمنية مزاعم تفيد بوجود "مؤشرات" على تورط جهات مرتبطة بإيران في التخطيط لهجوم محتمل على مؤسسة يهودية لم يُكشف عن اسمها. ولم تقدم السلطات الألمانية حتى الآن أدلة ملموسة تدعم هذه الادعاءات، ما أثار تساؤلات حول التوقيت والدوافع السياسية الكامنة وراء هذه الاتهامات.

السفارة الإيرانية ردّت في بيان رسمي جاء فيه: "نرفض بشكل قاطع هذه المزاعم التي لا تستند إلى أي دليل قانوني أو منطقي، ونعتبرها جزءًا من حملة دعائية يقودها الكيان الصهيوني لتقويض العلاقات بين إيران وأوروبا."

الكيان الصهيوني في قلب الاتهامات

أشارت السفارة إلى أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حملة تضليل ممنهجة يقودها الكيان الصهيوني، الذي يسعى إلى تصدير أزماته الداخلية وتبرير عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني من خلال اختلاق تهديدات خارجية.

وأضاف البيان: "من المؤسف أن بعض الأطراف في الغرب لا تزال تتبنى روايات الكيان الصهيوني دون تمحيص، رغم سجله الحافل بالعدوان والانتهاكات."

إيران تؤكد التزامها بالقانون الدولي

أكدت السفارة الإيرانية أن طهران تلتزم بالقانون الدولي وترفض أي شكل من أشكال العنف أو استهداف المدنيين، مشددة على أن الجمهورية الإسلامية كانت دائمًا ضحية لعمليات إرهابية، وليست جهة راعية لها.

كما دعت السفارة السلطات الألمانية إلى التعامل مع هذه المزاعم بحذر، وعدم الانجرار وراء حملات التحريض التي تهدف إلى تأجيج الكراهية وخلق أجواء من العداء ضد إيران والجاليات المسلمة.

خلفيات سياسية لا يمكن تجاهلها

يرى مراقبون أن هذه الاتهامات تأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق من قبل الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، وسط محاولات لتوسيع دائرة الصراع وشيطنة كل من يعارض سياسات الكيان.

في هذا السياق، تبدو الاتهامات الموجهة لإيران جزءًا من استراتيجية أوسع لتبرير العدوان الصهيوني وتبرئة ساحته من الجرائم اليومية التي يرتكبها بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية.

دعوات للتهدئة وتغليب العقل

في ختام بيانها، شددت السفارة الإيرانية على أهمية تغليب الحوار والدبلوماسية، محذرة من مغبة الانجرار وراء حملات التضليل التي قد تؤدي إلى توتير العلاقات بين الشعوب وزيادة الاستقطاب في المجتمعات الأوروبية.

وتبقى الحقيقة ضحية في زمن تُستخدم فيه الاتهامات السياسية كسلاح لتبرير الاحتلال وتبرئة المعتدي.