السيناريوهات المستقبلية

الدليمي لـ "180 تحقيقات": الهجوم على قيادات حماس في الدوحة نقطة تحول خطيرة في السياسة الإقليمية

profile
  • clock 10 سبتمبر 2025, 1:18:16 م
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدليمي

خاص موقع 180 تحقيقات

أكد الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، في حوار خاص لموقع 180 تحقيقات، أن  في  قراءة مركزة ومترابطة لكل العناصر المحتملة وردود الفعل الدولية، بعد استهداف قيادات الصف الاول لحماس في العاصمة القطرية وربما التصعيد، وتأثير الهجوم على حماس وخططها، وأثره على المدنيين والمجتمع الفلسطيني، والخيارات المتاحة أمام حماس، والتداعيات الإقليمية مع توقع السيناريوهات المستقبلية.

ما هي ردود الفعل الدولية (الأمم المتحدة والدول الكبرى)؟
وقال في حديثه أن الأمين العام للأمم المتحدة أدان الهجوم مشيراً إلى أن قطر تلعب دورًا مهمًا في جهود الوساطة ووقف النار، ودعا إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين.   
الولايات المتحدة أبدت استياءً واضحًا من وقوع الضربة في عاصمة دولة عربية وذكرت أنها لم تتلقَّ تحذيراً كافياً (تقارير تقول إنه كان قدر ضئيل من التحذير أو إحاطة متأخرة)، ما رفع مستوى القلق بشأن الآثار الدبلوماسية. في المقابل، تصريحات رسمية أميركية متباينة أعقبتها محادثات هاتفية بين قيادات.   
دول كبرى أخرى: الصين وإيران أدانت الضربة بوصفها انتهاكًا لسيادة قطر وخطوة من شأنها تصعيد التوتر، ودول عربية (مثل السعودية) دانت الهجوم أيضاً. قطر وصفت الضربة بـ«الخيانة» وندّدت بها بشدة.  

ما هي احتمالية تصعيد التوتر وتأثيره على الاستقرار الإقليمي؟
 الاحتمال المتوقع على المدى القريب. ضرب عاصمة دولةٍ ثالثة يوسّع مسرح العمليات خارج حدود غزة/إسرائيل ويخلق ضغوطًا دبلوماسية وعسكرية في المنطقة، ما قد يدفع فاعلين إقليميين (حلفاء لحماس وإيران) إلى ردود رمزية أو محدودة انتقاميّة لتجنب الدخول في حرب شاملة، بينما قد تشعر إسرائيل بأنها مدفوعة إلى مزيد من العمليات ضد قيادات خارجية.   
اما السيناريو الأسوأ (تصاعد كبير) يتطلب تدخلًا مباشراً من دول إقليمية أو ردّ جماعات مسلحة خارج غزة على أهداف إسرائيلية أو مصالح لدول داعمة لها؛ هذا السيناريو غير حتمي لكنه ليس مستبعدًا إذا توالت الضربات أو كانت هناك ضحايا دبلوماسيين.  

ما هو التأثير على الخطط المستقبلية لحماس داخل غزة وخارجها؟
داخل غزة: الضربة تعزل بُعد القيادة السياسية والعسكري فتزيد احتمالات مزيد من العنف الأرضي والعمليات الانتقامية أو تعزيز آليات البقاء المحلية للقيادة الميدانية. فقدان أو تهديد القيادات الخارجية يربك خطوط التنسيق على مستوى الساحة السياسية والدبلوماسية (مفاوضات إطلاق سراح/وقف نار).   
خارج غزة: استهداف مقرّات سياسية في دولٍ ثالثة يقلّص المساحات الدبلوماسية المتاحة لحماس، وقد يضعف قدرتها على التفاوض أو تأمين وسطاء. بالمقابل، قد يدفع ذلك لحماس إلى إعادة توزيع قيادة البيروقراطية السياسية وتكثيف التنسيق مع فاعلين إقليميين (إيران، تركيا، غيرها) بطرق أكثر سرية.  

ما هو أثر الأحداث على المدنيين والمجتمع الفلسطيني؟
وقال إنه على المستوى النفسي والمجتمعي واضح هناك موجة إحباط وغضب واسعة، شعور بتكريس العُزلة السياسية، وتضاؤل آمال التوصل إلى حل دبلوماسي سريع. ذلك يفاقم المعاناة الناتجة عن الحرب والأزمة الإنسانية في غزة (نزوح، نقص إمدادات).   
عمليًا أي تصعيد قادم سيُترجم فورًا إلى مزيد من الخسائر المدنية وتوسيع منطقة القتال وتشديد الحصار وإعاقات وصول المساعدات الإنسانية، وهو ما حذّرت منه الأمم المتحدة.  

ما هي الخيارات المتاحة أمام حماس للرد أو التعاطي مع الهجوم؟
خيارات عسكرية: عمليات انتقامية محدودة داخل إسرائيل أو على أهداف إقليمية تابعة لحلفاء إسرائيل. هذا خيار يطبّع منطق الرد بالمثل لكنه يحمل خطر تصعيد واسع.  
خيار دبلوماسي/سياسي: الضغط على الوسطاء (قطر، مصر، تركيا) لتثبيت مساحات تفاوضية وتجنّب حرب ممتدة؛ استثمار الخسائر في التسويق الدولي لكسب تعاطف واحتواء ردود فعل عسكرية ضد المدنيين.  
خيار تكتيكي مختلط: موازنة ردّ رمزي محدود + تكثيف جهود الإعلام والضغط الدولي لتجريد إسرائيل من شرعيتها على المستوى الدولي. كل خيار له كلفة وستحدد قدرة الحلفاء الإقليميين موقفهم.  

ما هي التداعيات المحتملة على السياسة الإقليمية والاستراتيجية الأمنية للدول المحيطة — والسيناريوهات المستقبلية؟
سيناريو 1 (تخفيف وتصعيد محدود): دبلوماسية مكثفة (الأمم المتحدة، وساطات إقليمية) تؤدي إلى احتواء فوري نسبيّ، ردود فعل شديدة لفظيًا لكن دون توسيع القتال؛ استقرار إقليمي هش مع زيادة الضغوط على إسرائيل ودعوات للتحقيق. هذا سيناريو متوقع إذا تداخلت الضغوط الدولية والقلق من اتساع النزاع.   
سيناريو 2 (تصعيد إقليمي محدود): ردود من فاعلين إقليميين أو ميليشيات تستهدف مصالح إسرائيل أو قواعد إقليمية؛ يرفع احتمالات اصطدامات إقليمية أصغر وتحوّل الأزمة إلى مذبحة دبلوماسية.  
سيناريو 3 (توسع الحرب): تسلسل هجمات واستهداف متكرر لقيادات خارجية يؤدي إلى سلسلة ردود متصاعدة، ما قد يفتح جبهات جديدة — وهو سيناريو أقل احتمالًا لكنه يحمل مخاطرة عالية للمجتمع الدولي وحلفائه.  
الهجوم في الدوحة يمثل نقطة تحول خطيرة — لأنه يخترق قواعد اللعبة الدبلوماسية ويضع الجميع أمام احتمالين: إما احتواء دبلوماسي سريع لتفادي انفتاح جبهات جديدة، أو نزول تدريجي نحو مزيد من التصعيد الإقليمي. ردود فعل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الكبرى ستلعب دورًا محوريًا في تحديد المسار الفعلي خلال الساعات والأيام القادمة. على المستوى الإنساني، الأكثر تضررًا هو المدنيون الفلسطينيون الذين سيدفعون الثمن الأكبر في أي سيناريو تصعيدي.

التعليقات (0)