تل الهوا والصبرة: بؤر المأساة

الدفاع المدني في غزة يحذر: منع إدخال الوقود يهدد حياة آلاف المدنيين

profile
  • clock 28 سبتمبر 2025, 1:58:19 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
محمود بصل،

محمد خميس

أطلق الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، تصريحات جديدة محذِّرًا من خطورة الوضع الإنساني في مدينة غزة، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في عملياته العسكرية وحرمان الطواقم الإنسانية من العمل بشكل طبيعي. وأكد بصل أن منع إدخال الوقود إلى سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني يشكل خطرًا كبيرًا على حياة من تبقى من السكان، خصوصًا في الأحياء الأكثر تضررًا مثل حي تل الهوا وحي الصبرة.

أزمة وقود خانقة تهدد بوقف عمليات الإنقاذ

قال بصل إن عدم إدخال الوقود أدى إلى توقف جزء كبير من سيارات الإسعاف ومركبات الدفاع المدني عن العمل، وهو ما يعيق بشكل مباشر عمليات البحث عن المفقودين وإسعاف الجرحى.

وأشار إلى أن فرق الإنقاذ تواجه صعوبة كبيرة في التحرك نحو أماكن القصف أو المباني المدمرة، ما يعني أن العديد من الأرواح مهددة بالموت نتيجة عدم القدرة على الوصول إليهم في الوقت المناسب.

الاحتلال يمنع الوصول إلى الشهداء والجرحى

اتهم الناطق باسم الدفاع المدني الاحتلال الإسرائيلي بأنه يتعمد منع الطواقم الطبية والإنسانية من الوصول إلى مواقع الاستهداف. وأكد أن الاحتلال يواصل عمليات القتل المباشر بحق المدنيين، وفي الوقت نفسه يمنع إنقاذ المصابين أو انتشال الشهداء من تحت الركام.

وأوضح أن هذا السلوك يضاعف من المأساة الإنسانية، حيث تبقى جثامين العشرات في الشوارع أو تحت المباني المدمرة، دون أن تتمكن الطواقم من نقلها إلى المستشفيات أو دفنها بشكل لائق.

العشرات عالقون تحت الأنقاض

كشف بصل أن العشرات من سكان غزة لا يزالون عالقين تحت الأنقاض في أحياء عدة، أبرزها حي تل الهوا وحي الصبرة.

وتابع قائلاً إن فرق الدفاع المدني تلقت نداءات استغاثة متكررة من الأهالي الذين يؤكدون وجود أفراد من عائلاتهم تحت الركام، لكن نقص الإمكانيات ومنع الاحتلال من تأمين ممرات إنسانية يحول دون الوصول إليهم.

جثامين في الشوارع بلا إنقاذ

من أكثر الصور مأساوية التي نقلها بصل في تصريحاته هي وجود عشرات الشهداء في شوارع حي تل الهوا دون أن تتمكن الطواقم من انتشالهم.

وأوضح أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع التحرك بفعل القصف المستمر من جهة، وأزمة الوقود من جهة أخرى. هذا المشهد يترك ذوي الشهداء في حالة مأساوية، حيث يظلون عاجزين عن توديع أحبائهم أو دفنهم وفق الشعائر الدينية.

الوضع الإنساني يتدهور بسرعة

يشير المراقبون إلى أن الوضع في مدينة غزة يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار الخانق وانعدام المساعدات الأساسية.

انقطاع الكهرباء بشكل كامل.

نقص حاد في المياه والغذاء.

عجز شبه كامل في المستشفيات بسبب نقص الوقود والأدوية.

تزايد أعداد الجرحى الذين لا يجدون سريرًا للعلاج.

هذه العوامل مجتمعة تجعل من تصريحات بصل ناقوس خطر، يوجه رسالة عاجلة للمجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري.

دعوة عاجلة للتدخل الدولي

طالب بصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل السماح بإدخال الوقود والمساعدات إلى غزة.

كما شدد على ضرورة فتح ممرات آمنة لتمكين فرق الإنقاذ من الوصول إلى الجرحى والشهداء والمنازل المدمرة، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية.

المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي

يرى محللون أن المجتمع الدولي اليوم أمام اختبار جدي، فإما أن يتدخل بسرعة لإنقاذ المدنيين في غزة، أو أن يظل صامتًا أمام مشهد القتل الجماعي والحرمان من أبسط حقوق الإنسان.

وأكد خبراء في القانون الدولي أن منع إدخال الوقود وإعاقة عمل الطواقم الطبية يعتبر جريمة حرب، وأن استمرار الاحتلال في هذه السياسات يضعه في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي الإنساني.

تل الهوا والصبرة: بؤر المأساة

تتصدر أحياء تل الهوا والصبرة المشهد الميداني في غزة، حيث شهدت هذه المناطق دمارًا واسعًا جراء القصف المكثف.

في تل الهوا، لا تزال الجثث ملقاة في الشوارع منذ أيام، ما يعكس حجم الكارثة.

أما في الصبرة، فيؤكد شهود عيان أن منازل بأكملها انهارت فوق ساكنيها دون أن تتمكن الطواقم من إنقاذ أحد.

هذه المشاهد تجسد المأساة اليومية التي يعيشها أهالي غزة، وتوضح حجم التحديات التي تواجه الدفاع المدني.

التعليقات (0)