الخدعة الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط.. تحليلات تحذر وتكشف المؤشرات

profile
  • clock 30 يونيو 2025, 9:29:42 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

بينما تعلو في المنطقة أصوات تدعو إلى «التهدئة» و«السلام»، وتروج وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية لاحتمالات اتفاقات وصفقات مع دول عربية وإيران، تزداد التساؤلات حول حقيقة هذه الرسائل المعلنة. في المقابل، يثير باحثون ومحللون تحذيرات من احتمال أن تكون هذه الهدنة الإعلامية غطاءً لتحركات عسكرية أو خططًا توسعية جديدة، ضمن مشروع إقليمي أوسع تسعى تل أبيب لفرضه بدعم واشنطن.

في هذا السياق، عرض عدد من الباحثين رؤيتهم لما يجري، محذرين من خدعة «السلام مقابل الحرب» التي قد تُفرض على المنطقة، وكاشفين الأبعاد الأمنية والسياسية الكامنة وراء اللهجة التصالحية الظاهرة.

تاتي هذه التحليلات في وقت تشهد فيه المنطقة ضبابية سياسية وأمنية، وسط ضغوط أمريكية لإنجاز اتفاقات، وانقسامات إسرائيلية حول سبل إدارة الحرب على غزة، فيما يزداد القلق من أن يكون هذا الهدوء المعلن مجرد محطة قصيرة قبل جولة جديدة من العنف، تُفرض على المنطقة تحت عناوين السلام والتطبيع.

خطة تضليل تحت شعار السلام

بدوره، قال الباحث الفلسطيني محمد القيق إن طبيعة التصريحات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، إلى جانب حملة إعلامية واسعة تُظهر قادة أنظمة عربية في شوارع إسرائيل بوصفهم «حلفاء اتفاق أبراهام»، تشير إلى وجود خطة تضليل جديدة عنوانها «السلام والهدوء»، لكن مضمونها قد يكون الإعداد لانقضاض عسكري على جغرافيا إقليمية أوسع.

وأوضح القيق أن الترويج لمفاوضات مع سوريا ولبنان وحتى إيران، بالتزامن مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، يعزز هذا الشك. وبرأيه، ثمة اعتقادان رئيسيان هنا:

الأول، أن الحديث عن السلام مجرد ستار لإخفاء نوايا نتنياهو في تطبيق مشروع «الشرق الأوسط الجديد» من خلال توسع عسكري.

الثاني، أن هذا الهدوء الشكلي ضروري لإقناع المجتمع الإسرائيلي بالبقاء ومنع الهجرة العكسية، خصوصًا بعد الحرب مع إيران وما تبعها من انهيار الثقة بمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية وتراجع الردع، وصولًا إلى أزمة ثقة الجمهور بالجيش الذي رأى جنوده وضباطه أسرى في أنفاق غزة إلى جانب المستوطنين.

وحذر القيق في خلاصة تحليله قائلًا:

«لا توجد مؤشرات ميدانية على أي هدوء يسعى إليه ترامب ونتنياهو، رغم أن الإعلام مليء بحملات التخدير والتسويف والإيهام بأن السلام بدأ يهبط في المنطقة».

تحرك إسرائيلي غير عادي

من جانبه، أوضح د. رامي أبو زبيدة، الباحث في الشأن الأمني والعسكري ورئيس تحرير موقع 180 تحقيقات، أن تأجيل محاكمة نتنياهو بعد جلسة مغلقة ضمت قادة «أمان» والموساد ومجلس الأمن القومي، يكشف عن استعداد إسرائيلي لتحرك إقليمي «غير عادي» يتطلب تفرغًا كاملًا من القيادة.

وأشار أبو زبيدة إلى أن السيناريوهات المحتملة تشمل:

  • تصعيدًا عسكريًا ضد اليمن أو إيران
  • عملية أمنية سرية كبيرة
  • توسيع الحرب في غزة أو تحركًا مفاجئًا في لبنان

وأضاف الباحث الأمني محذرًا:

«الحرب خدعة، وعلى إيران وحماس أن تنتبها جيدًا. إسرائيل ما زالت في حالة حرب وتحاول فرض وقائع جديدة على الأرض. فليأخذ الجميع الحيطة، فالهجمات الأكثر خطورة عادة ما تأتي في اللحظات الأخيرة».

أولوية جديدة في أجندة نتنياهو

وفي سياق متصل، ذكر يوسي يهوشع، المعلق العسكري الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم ترتيبًا جديدًا لأولوياته خلال اجتماع مع مسؤولي جهاز الشاباك.

ونقل يهوشع عن نتنياهو قوله:

«لقد فُتحت الآن العديد من الفرص نتيجة الانتصار على إيران. أولًا وقبل كل شيء، إنقاذ الأسرى. وبالطبع، سيتعين علينا أيضًا حل قضية غزة، وحسم المعركة مع حماس، لكنني أقدّر أننا سننجز المهمتين كلتيهما».

ولفت يهوشع إلى أن هذا الترتيب يبرز تغيرًا في خطاب نتنياهو، حيث يضع «إنقاذ الأسرى» في صدارة الأهداف، دون التخلي عن حسم الصراع مع حماس، وهو ما يعكس نية الجمع بين مسارين: التفاوض وإعادة الترتيب السياسي، مع إبقاء خيار التصعيد العسكري مطروحًا.

 

التعليقات (0)