التجمع المدني العراقي: مشروع "إسرائيل الكبرى" يخرج إلى العلن ويهدد أمن المنطقة

profile
  • clock 18 أغسطس 2025, 1:42:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

أصدر التجمع المدني الوطني العراقي بيانًا تحذيريًا تحت عنوان: "مشروع احتلال شامل.. فهل نصحو قبل فوات الأوان؟"، أكد فيه أن ما يجري في فلسطين والشرق الأوسط لم يعد مجرد أحداث عابرة يمكن التعامل معها ببيانات شجب واستنكار، بل بات يكشف عن مخطط توسعي صهيوني واضح المعالم يستهدف المنطقة بأكملها.

وأشار البيان إلى أن هذا المشروع لم يعد محصورًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل يتجاوزها ليشمل الأردن وسوريا ولبنان ومصر، ضمن ما يسميه اليمين الديني الصهيوني بـ"أرض الميعاد". وأوضح أن هذا الخطاب، الذي طالما كان يُعتبر تطرفًا أو مجرد تصريحات جانبية، انتقل الآن إلى قلب السياسة الرسمية في إسرائيل، بعد أن تبنّاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل علني ومباشر.

تصريحات نتنياهو الحاسمة

البيان لفت إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة قلبت المعادلة، بعدما وصف مشروع "إسرائيل الكبرى" بأنه مهمة تاريخية وروحية بتفويض من أجيال اليهود عبر العصور. هذا الإعلان، بحسب البيان، لم يعد مجرد شعار ديني أو موقف انتخابي، بل خطوة عملية نحو تحويل الفكر التوراتي التوسعي إلى سياسة تنفيذية تستند إلى دعم أمريكي وغربي مطلق، وصمت عربي مطبق.

وشدد البيان على أن الصحافة الإسرائيلية نفسها أكدت أن رؤية نتنياهو لا تقتصر على السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية التي كان من المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو، بل تشمل أيضًا أجزاء من الأردن ومصر، في تجسيد واضح لفكرة "إسرائيل الكبرى" التي لم تعد حبيسة الأدبيات المتطرفة.

تهديد مباشر للأمن العربي

وأكد التجمع أن هذه الرؤية التوسعية تعني بالضرورة انهيار أي حديث عن عملية سلام أو استقرار إقليمي، إذ أن ما يجري في غزة ولبنان والضفة وسوريا وإيران ليس إلا خطوات عملية ضمن هذا المشروع الكبير، المدعوم بركيزتين أساسيتين: الدعم الأمريكي غير المحدود، والتخاذل العربي غير المسبوق.

كما اعتبر أن الخطر لم يعد موجهًا لفلسطين والأردن وحدهما، بل أصبح تهديدًا شاملًا للأمن القومي العربي كله، داعيًا إلى وقف سياسة الإنكار والتقليل من خطورة ما يجري. وأوضح أن إسرائيل لم تعد تكتفي بالأساطير التوراتية أو الخطابات العقائدية، بل حوّلت مشروعها إلى خطة سياسية إقليمية تطرق أبواب التنفيذ.

دعوة لإحياء الردع العربي

البيان شدد على أن الرد لا يمكن أن يكون ببيانات شجب باهتة أو دعوات شكلية، بل يقتضي إعادة بناء منظومة الردع العربية المشتركة، وتفعيل الدفاع القومي العربي بشكل عملي، ووقف جميع أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي مع الاحتلال، باعتبار أن التطبيع لم يعد وسيلة لخفض التوتر بل صار غطاءً للتوسع الصهيوني.

وأضاف التجمع أن الاستمرار في حالة الصمت والتشرذم العربي يعني الاستيقاظ غدًا على واقع جديد فرضه الاحتلال بدماء العرب وأرضهم، محذرًا من أن المشروع الصهيوني بات يهدد بشكل مباشر بقاء دول المنطقة وأمن شعوبها.

إنذار لا يحتمل التأجيل

وختم البيان بالقول إن ما صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يمكن التعامل معه كتصريح انتخابي عابر، بل هو إعلان صريح عن تبني مشروع احتلال شامل، يستوجب صحوة عربية عاجلة قبل أن تفرض إسرائيل واقعًا جديدًا على الأرض. ودعا كل القوى الوطنية والقومية في المنطقة إلى التعامل مع ما يجري كصفارة خطر أخيرة، لا كحدث عابر، مؤكدًا أن إعادة تفعيل القوة العربية المشتركة هو الخيار الوحيد القادر على ردع الاحتلال.

التعليقات (0)