الاتحاد الأوروبي: إسرائيل لا تلتزم باتفاق زيادة المساعدات لغزة والخيارات العقابية مطروحة

profile
  • clock 23 يوليو 2025, 4:06:50 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

قالت المفوضية الأوروبية إن إسرائيل لا تبذل ما يكفي لتنفيذ الاتفاق المتعلق بزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك وسط تصاعد القلق الأوروبي من حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.

وبحسب ما نقلته الجارديان عن ثلاثة مصادر داخل الاتحاد الأوروبي، فإن مسؤولي المفوضية أبلغوا دبلوماسيي الدول الأعضاء، في اجتماع مغلق يوم الأربعاء، بأن كمية الإمدادات التي تدخل غزة لا تفي بالاتفاق الذي أعلنته قبل نحو أسبوعين مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس.

مطالب أوروبية بعقوبات على إسرائيل

وأشارت الصحيفة إلى أن عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي طالبت المفوضية الأوروبية بطرح خيارات لفرض عقوبات على إسرائيل، بعد مناقشات غير حاسمة جرت في وقت سابق من يوليو.

ومن بين الدول الأكثر انتقادًا للموقف الإسرائيلي: فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، السويد، إيرلندا، وسلوفينيا.

ويعكس هذا التوجه المتزايد حجم التململ الأوروبي من تعنّت إسرائيل في مسألة المساعدات، في ظل مشاهد الجوع والموت التي تتواتر من القطاع.

أرقام صادمة: المساعدات لا تكفي

وخلال الاجتماع نفسه، أبلغ المسؤولون الأوروبيون الحاضرين أن ما بين 17 و21 يوليو، لم يدخل قطاع غزة سوى 132 شاحنة وقرابة 80 إلى 120 ألف لتر من الوقود فقط.

وأشاروا إلى أن هذه الأرقام "بعيدة كل البعد عن الكفاية"، خصوصًا عند مقارنتها بفترة ما قبل الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل في مارس، حيث كانت تدخل غزة نحو 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا.

غموض يلف الاتفاق

وفي إشارة لافتة، قالت الصحيفة إن حتى الدبلوماسيين الأوروبيين لا يعرفون تفاصيل الاتفاق الذي أُبرم مع إسرائيل بشأن المساعدات، بما في ذلك عدد الشاحنات المفترض دخوله يوميًا.

ويثير هذا الغموض، بحسب مراقبين، تساؤلات حول مدى شفافية الحكومة الإسرائيلية في الالتزام بتعهداتها الدولية، ويزيد من المطالب الأوروبية بتفعيل أدوات ضغط حقيقية، سواء دبلوماسية أو اقتصادية، من أجل وقف المأساة المتواصلة في غزة.

ويأتي هذا التقرير في وقت تتزايد فيه الاتهامات الدولية لإسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح حرب ضد سكان القطاع، مع تسجيل وفيات يومية نتيجة الجوع، واستمرار منع وصول المساعدات إلى ملايين المدنيين المحاصرين.

سياق كارثي للمجاعة في غزة

تُضاف هذه المعطيات إلى سلسلة من التحذيرات الدولية الصادرة عن أكثر من 100 منظمة إغاثية، من بينها "أطباء بلا حدود" و"أوكسفام" و"أنقذوا الأطفال"، التي أكدت أن المجاعة الجماعية تنتشر بسرعة في القطاع، وسط اتهامات لإسرائيل بتجويع السكان عمدًا، واستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، خصوصًا في مراكز التوزيع التي تشرف عليها مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من تل أبيب.

وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن أكثر من 111 فلسطينيًا قضوا جوعًا أو بسبب سوء التغذية، بينهم أطفال ورضّع، بينما قُتل أكثر من ألف مدني برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، ما يفاقم من حجم الجريمة الإنسانية المستمرة.

وفي ظل هذا التراخي في تنفيذ التعهدات، وغياب المساءلة الجدية، يزداد الضغط على صانعي القرار الأوروبيين للتحرّك فعليًا، سواء عبر فرض عقوبات على إسرائيل أو وقف صادرات السلاح، لإنهاء الحصار وتجنيب ما تبقى من سكان غزة شبح المجاعة الجماعية.

التعليقات (0)