الإبادة بالتجويع: 10 شهداء خلال 24 ساعة بسبب المجاعة في غزة

profile
  • clock 23 يوليو 2025, 11:57:31 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

سجّلت مستشفيات قطاع غزة 10 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن الجوع إلى 111 شهيدًا، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في بيان عاجل صباح الثلاثاء، 23 يوليو 2025.

وأكدت الوزارة أنّ هذه الأرقام تُنذر بتفاقم الكارثة الصحية في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع، وتقييد دخول المساعدات الغذائية والطبية، إلى جانب الانهيار الشامل في خدمات المياه والصرف الصحي وتراكم النفايات، ما أدّى إلى تدهور غير مسبوق في المناعة العامة للسكان، وتفشي الأمراض وسوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.

أزمة الجوع تخرج عن السيطرة

تأتي هذه الأرقام في وقت حذّرت فيه أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية دولية من أن المجاعة الجماعية باتت واقعًا فعليًا في غزة، مشيرةً إلى أن "الناس يموتون جوعًا، فيما تقف شاحنات الغذاء والمساعدات الطبية والمياه الصالحة للشرب على أبواب القطاع دون إذن بالدخول"، كما جاء في بيان مشترك للمنظمات، من بينها "ميرسي كور"، و"المجلس النرويجي للاجئين"، و"ريفيوجيز إنترناشونال".

وقد رصدت التقارير الحقوقية استشهاد أكثر من 800 فلسطيني على يد قوات الاحتلال خلال الأسابيع الماضية أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، خصوصًا عند مراكز "صندوق غزة الإنساني" المدعوم أمريكيًا، والذي وُجهت له اتهامات دولية بعدم الحياد، واستخدامه من قِبل الاحتلال كأداة للإذلال والقتل الجماعي.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد اتّهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالمشاركة في جريمة الإبادة، محمّلًا الاحتلال والدول الغربية الداعمة له مسؤولية مباشرة عن سياسة التجويع والإبادة التي يتعرض لها 2.3 مليون فلسطيني محاصَر في القطاع.

فيما لا تزال آلاف الشاحنات الإغاثية مكدّسة على الجانب المصري من معبر رفح، وسط صمت رسمي عربي ودولي، رغم قرارات قمة الرياض العربية–الإسلامية في نوفمبر 2023، التي دعت صراحة إلى كسر الحصار وفتح المعابر فورًا.

المنظمات تحذّر من انهيار شامل

ونبّهت المنظمات الدولية إلى أن العاملين الإنسانيين أنفسهم باتوا يصطفون في طوابير الطعام مع المدنيين، وبعضهم يُصاب بنوبات إغماء أو يُطلق عليه الرصاص أثناء محاولته توفير الغذاء لعائلته، في ظل غياب أي ممرات آمنة، وشحٍّ كارثي في المواد الغذائية الأساسية.

كما أكدت وزارة الصحة في غزة أن الوضع الوبائي في تدهور مستمر، حيث سُجّلت خلال شهري يونيو ويوليو وحدهما 45 حالة من الشلل الرخو الحاد، يُرجّح أنها نتيجة تفشي أمراض ناتجة عن تلوث المياه وسوء التغذية وانهيار الرعاية الصحية.

وتبقى المطالبة الأساسية، كما تؤكد الصحة الفلسطينية والمنظمات الحقوقية، هي الوقف الفوري للحرب، وكسر الحصار، وفتح كل المعابر لإدخال الغذاء والدواء دون قيود إسرائيلية أو آليات إذلال أمنية، وذلك قبل أن تتحوّل المجاعة من أزمة صحية إلى وسيلة ممنهجة للإبادة الجماعية.

التعليقات (0)