-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
خاص/ غزة تموت جوعًا والعالم يصمت.. خبير عراقي يحذر من إبادة صامتة
لا نهاية تلقائية للمأساة: ما المطلوب؟
خاص/ غزة تموت جوعًا والعالم يصمت.. خبير عراقي يحذر من إبادة صامتة
-
23 يوليو 2025, 3:55:15 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
موقع 180 تحقيقات
في تصريح خاص لموقع 180 تحقيقات، وصف الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، المحلل السياسي العراقي، الوضع في غزة بأنه "مأساوي بكل المقاييس"، مشيرًا إلى أن المجاعة التي تضرب القطاع ليست ناتجة عن ظرف طارئ، بل نتيجة حصار ممنهج وحرمان متعمّد من الغذاء والدواء والمياه، ما يجعلها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفقًا للقانون الدولي.
المجاعة في غزة: إبادة صامتة
قال الدليمي إن ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه بنقص في الطعام فقط، بل هو وجه آخر من وجوه الإبادة الجماعية التي تستهدف أكثر من مليوني إنسان، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأكد أن المأساة مستمرة أمام مرأى ومسمع العالم، بينما تظل المنظمات الدولية عاجزة أو مقيدة سياسيًا عن اتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الجريمة.
أرقام مروعة وحقائق مفزعة
وفق تقارير أممية حديثة، فإن نصف سكان غزة يعيشون في ظروف مجاعة فعلية، حيث يموت الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، وليس فقط نتيجة القصف.
وأشار الدليمي إلى أن المزارع دُمرت، والمعابر أُغلقت، والمساعدات تُمنع أو تُقيّد بطريقة تجعلها بلا أثر فعلي، ما يعكس سياسة ممنهجة لتجويع السكان، لا مجرد عجز إنساني.
لا نهاية تلقائية للمأساة: ما المطلوب؟

وحول آفاق الحل، أوضح الدكتور الدليمي أن النهاية لن تأتي من تلقاء نفسها، وأن وقف المجاعة مرهون بتحولات جوهرية في عدة مسارات:
ضغط دولي حقيقي من الدول الكبرى، بدلًا من الاكتفاء بالإدانة اللفظية.
تحرك قانوني جاد في محاكم دولية لمحاسبة المسؤولين عن التجويع.
إعادة ترتيب المواقف الإقليمية والدولية بما يضغط على الاحتلال لرفع الحصار.
صمود الشعب في الداخل ودور الشعوب الحرة في الخارج عبر التضامن والمطالبة بالعدالة.
الأمل ممكن.. لكنه مشروط
ورغم قتامة المشهد، أكد الدليمي أن الأمل لا يزال موجودًا، لكنه مشروط بـالفعل الجماعي والتحرك الجاد.
وقال: "الأمل في صوت الطفل الذي ينجو، وفي قوافل الإغاثة التي تكسر الحصار، وفي المتضامنين الذين لا يصمتون."
وأوضح أن الحل السياسي لن يكون فوريًا، لكنه ممكن إن تم استخدام الجرائم كأدلة قانونية وسياسية دامغة أمام المجتمع الدولي.
المجاعة جريمة تحتاج ردًا وليس وصفًا
اختتم المحلل العراقي تصريحه بالتأكيد على أن المجاعة في غزة لا تحتاج إلى توصيفات جديدة، بل إلى ردّ حاسم، أخلاقيًا وقانونيًا وسياسيًا.
وشدد على أن النهاية الحقيقية لا تكون فقط بوقف الجوع، بل بمحاسبة من صنع المجاعة وضمان عدم تكرارها، مؤكدًا أن صوت الضمير الإنساني في هذه المرحلة أقوى من كل الحسابات السياسية التي تسعى للتبرير أو الصمت.

.jpg)






