تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، اليوم الإثنين، أن منظومة الغذاء في قطاع غزة تشهد انهيارًا شاملًا، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية واستمرار إغلاق المعابر بشكل شبه كامل. وقال المكتب في بيان رسمي إن منع وصول المساعدات بالتزامن مع اشتداد المجاعة يعني قتل المزيد من الأرواح، مشيرًا إلى أن الوضع لم يعد يحتمل أي تأخير في التدخل الإنساني.

عائلات تغامر بحياتها من أجل الطعام

وأكد البيان أن الأسر في غزة أصبحت مضطرة للمجازفة بحياتها في سبيل الحصول على الحد الأدنى من الطعام، بينما تضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، في مؤشر خطير على تدهور الحالة الصحية العامة في القطاع. كما حذّر المكتب من أن حليب الأطفال الرضع يوشك على النفاد، ما يهدد حياة آلاف الرضع خلال الأيام القادمة.

إغلاق المعابر يحاصر 2.4 مليون فلسطيني

منذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة بشكل محكم، مانعة إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، في وقت يحتاج فيه القطاع المحاصر إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية، بينما لا يُسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، وهو ما يُعد غير كافٍ إطلاقًا لتفادي المجاعة.

كارثة إنسانية بلا أفق للحل

بفعل هذا الحصار، يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية وإغاثية غير مسبوقة، وصفها المكتب الأممي بأنها "مجاعة حقيقية"، تهدد حياة المدنيين وتفاقم المعاناة اليومية لمئات آلاف النازحين، الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية في الملاجئ ومراكز الإيواء العشوائية.

إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبدعم أمريكي مطلق، جرائم إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري. وقد أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 193 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط صمت دولي وتجاهل مستمر للنداءات الأممية المطالبة بوقف العدوان.