-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
انتحار جندي إسرائيلي يكشف تصاعد أزمات الجنود النفسية في ظل العدوان على غزة
صدمة الحرب تفتك بالجنود.. ودانيال إدري مثالًا حيًّا
انتحار جندي إسرائيلي يكشف تصاعد أزمات الجنود النفسية في ظل العدوان على غزة
-
7 يوليو 2025, 12:05:23 م
-
430
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
انتحار جندي إسرائيلي
محمد خميس
كشفت وسائل إعلام عبرية عن انتحار جندي احتياط إسرائيلي شارك في العدوان على قطاع غزة، بعد معاناته النفسية العميقة من صدمة الحرب. وأفادت المصادر أنه تم العثور على الجندي دانيال إدري (24 عامًا) السبت الماضي، داخل سيارته المحترقة في غابة بيريا شمال فلسطين المحتلة.
وبحسب موقع ها مكوم العبري، فإن إدري خدم في لواء النحال، ثم تم نقله ليعمل سائقًا مكلفًا بنقل جثث الجنود من جبهتي غزة ولبنان، وهو ما تسبب له في صدمة نفسية حادة، لا سيما مع مشاهد الجثث والروائح التي كان يتحدث عنها باستمرار. ونقل عن عائلته قوله: "كان يردد دائمًا: لا أعرف نفسي"، مشيرين إلى محاولته الانتحار سابقًا.
الجيش يرفض جنازة عسكرية رغم إصابته النفسية خلال خدمته
رفض الجيش الإسرائيلي إقامة جنازة عسكرية للجندي المنتحر، مبررًا قراره بأنه أصبح "مدنيًا" بعد انتهاء خدمته. وعلّقت شقيقته عيدن إدري بالقول: "خدم في الجيش وتضررت روحه بسببه، ويتكفل الجيش بعلاجه، فمن المنطقي أن يتكفلوا أيضًا بدفنه".
وأكدت أن دانيال دخل غزة ولبنان مئات المرات، وأنهى خدمته الاحتياطية في نوفمبر 2024، وكان يعاني من إصابة نفسية خطيرة، ظهرت أعراضها بعد ستة أشهر فقط من تسريحه.
43 حالة انتحار وتكتم رسمي إسرائيلي
أشار التقرير العبري إلى تزايد كبير في حالات الانتحار ومحاولات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة. ووفق الموقع، انتحر 43 جنديًا منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023، وسط تجاهل رسمي وتكتم على الأرقام الحقيقية.
كما أورد أن الجيش أبعد آلاف الجنود من الخدمة القتالية، ورفض الكشف عن العدد الفعلي للجنود الذين طلبوا دعمًا نفسيًا، وهو ما وصفه الموقع بـ"محاولة ممنهجة لإخفاء التكلفة النفسية الحقيقية للحرب".
بيانات صادمة عن التسريحات لأسباب نفسية
وبحسب بيانات حصل عليها الموقع وجمعية "النجاح" عبر قانون حرية المعلومات، تم تسريح 5471 جنديًا بشكل دائم لأسباب نفسية بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024، إضافة إلى تسريح 511 جندي احتياط و60 جندي نظامي لنفس الأسباب.
وسجلت أعلى ذروة للتسريحات في نوفمبر 2023، بينما بلغت ذروتها بين جنود الاحتياط في مايو 2024، ما يشير إلى تأثير نفسي تراكمي ومتأخر نتيجة استمرار الحرب.
آلاف الجنود نُقلوا من القتال بسبب الضغوط النفسية
وفقًا للبيانات الجزئية التي قدمها الجيش، خضع 6154 جنديًا لـ"استبعاد مهني" وتغيير مهامهم خلال العام الأول من الحرب لأسباب نفسية. ومع ذلك، رفض الجيش الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لهذه التنقلات، وامتنع عن تقديم بيانات بشأن من حصلوا على الملف 24 (الإعفاء المؤقت).
كما رفض الكشف عن عدد الجنود الذين طلبوا مقابلة المختصين النفسيين أو تلقوا دعمًا فعليًا، مما يزيد من الشكوك حول مدى استجابة المؤسسة العسكرية للأزمة المتفاقمة داخل صفوفها.
صمت رسمي وتجاهل لتكلفة الحرب النفسية
خلُص التقرير إلى أن هذه المعطيات تكشف عن نظام غير راغب أو غير قادر على تحمل مسؤولية تداعيات الحرب النفسية، ما أدى إلى انهيار واسع في القوة القتالية للجيش الإسرائيلي، مع انسحاب آلاف الجنود من الصفوف الأمامية.
إبادة جماعية متواصلة في غزة
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال، وبدعم أمريكي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والدمار الشامل والتهجير القسري. وقد أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 193 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط مأساة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث.










