تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت مصلحة مياه محافظة القدس، اليوم الإثنين، عن توقف كامل لضخ المياه من آبار منطقة عين سامية شرقي بلدة كفر مالك، وسط الضفة الغربية المحتلة، نتيجة تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المنشآت والمرافق الحيوية، في خطوة تهدد بحرمان عشرات الآلاف من الفلسطينيين من حقهم الأساسي في المياه.

انهيار المنظومة المائية في عين سامية

وجاء في البيان الصادر عن المصلحة أن طواقمها فقدت السيطرة الفنية والإدارية على منظومة الضخ في المنطقة، بعد سلسلة هجمات تخريبية طالت شبكات الكهرباء، ومعدات الضخ، وأنظمة الاتصالات، وكاميرات المراقبة.

وأوضحت أن هذه الاعتداءات تسببت في تعطيل ضخ المياه بالكامل إلى عشرات القرى والبلدات الواقعة شمال وشرق محافظة رام الله والبيرة، في وقت تشهد فيه المنطقة انقطاعًا شاملًا لخدمات الإنترنت والاتصالات، مما أعاق الوصول الفني السريع، ومنع تأمين الحماية للطواقم الميدانية.

تهديد مباشر لأكثر من 70 ألف مواطن فلسطيني

مصلحة مياه القدس حذّرت من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل فوري سيؤدي إلى كارثة إنسانية، تهدد حياة أكثر من 70 ألف فلسطيني بحرمانهم من مياه الشرب، في ظل الأوضاع الصعبة أصلًا نتيجة التصعيد المستمر في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وطالبت المصلحة الجهات الرسمية والحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات على الموارد المائية، وفرض حماية دولية على المنشآت الحيوية، محذّرة من أن ما يجري هو سياسة تخريب ممنهجة تستهدف البنية التحتية الفلسطينية بشكل متعمد.

عين سامية: موقع استراتيجي وتاريخي تحت الاحتلال

تقع آبار عين سامية على السفوح الشرقية لجبال رام الله، وتشكل شريانًا مائيًا حيويًا يغذي بلدات شرق رام الله منذ ستينيات القرن الماضي. وتضم المنطقة 6 آبار رئيسية تُعد المصدر الأساسي لمياه الشرب لعشرات البلدات، كما أنها تحتوي على آثار تاريخية تعود للعصور الكنعانية والبيزنطية والعثمانية، ما يجعلها منطقة ذات أهمية تاريخية وزراعية واستراتيجية.

ومنذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، كثف المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، وتمكنوا من السيطرة على منطقة عين سامية وطرد المزارعين الفلسطينيين منها، مما شلّ عمل مصلحة المياه في المنطقة.

تصعيد ميداني مستمر في الضفة الغربية

تشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال ومستوطنيه قتلوا منذ 7 أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 1001 فلسطيني في الضفة الغربية، إضافة إلى إصابة نحو 7,000 آخرين، في إطار سياسة تهجير ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني في كل من الضفة الغربية والقدس المحتلتين.