تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

اعتقلت الشرطة الفيدرالية البلجيكية جنديين إسرائيليين يُشتبه في تورطهما بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وذلك بناءً على شكوى قدمتها منظمات حقوقية دولية. يُعد هذا الإجراء سابقة قانونية مهمة ضمن الجهود الرامية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.

تفاصيل الاعتقال

أفادت مؤسسة هند رجب (HRF)، في بيان صدر اليوم الإثنين، أن الجنديين كانا متواجدين في بلجيكا لحضور مهرجان "تومورولاند" الموسيقي في مدينة بوم، حيث تم التعرف عليهما واعتقالهما من قبل الشرطة الفيدرالية البلجيكية.

وأضافت المؤسسة أن الإجراءات القانونية قد بدأت بالفعل، وأن الشكوى المقدمة تستند إلى أدلة موثقة تشير إلى تورطهما في أعمال قتل واستهداف للمدنيين خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

إطلاق سراح مشروط وتحقيق جنائي

وذكر موقع Middle East Eye أن الجنديين خضعا للاستجواب الرسمي من قبل السلطات البلجيكية، وتم إطلاق سراحهما لاحقًا، فيما أكد مكتب المدعي العام الفيدرالي البلجيكي أن تحقيقًا جنائيًا مفتوحًا لا يزال جاريًا للنظر في الشكوى ودراسة الأدلة المتاحة.

من يقف وراء الشكوى؟

الشكوى قُدمت الأسبوع الماضي من قبل كل من مؤسسة هند رجب لحقوق الإنسان (HRF) و شبكة الإجراءات القانونية العالمية (GLAN)

وهما منظمتان حقوقيتان تعملان على توثيق الانتهاكات المرتكبة في مناطق النزاع، وتسعيان لتفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.

خطوة في طريق العدالة الدولية

يُنظر إلى هذا التطور كخطوة قانونية رمزية مهمة، خاصةً في ظل صمت المجتمع الدولي عن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، والتي وثقتها منظمات دولية من بينها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية.

وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ تتواصل فيه حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من 650 يومًا، والتي أسفرت عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير واسع للبنى التحتية في القطاع.