جريمة حرب وانتهاك للقوانين الدولية

استهداف مقر جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة: جريمة جديدة ضد القطاع الصحي

profile
  • clock 24 سبتمبر 2025, 12:53:36 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
دمار شامل وخروج المقر عن الخدمة

محمد خميس

أعلنت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف بشكل مباشر مقرها الرئيس الكائن في حي تل الهوى بمدينة غزة، معتبرة أن ما جرى هو "هجوم إجرامي متعمد" يهدف إلى تعطيل القطاع الصحي في غزة بشكل كامل.

وأكدت الجمعية في بيانها أن استهداف المقر يأتي في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة تسعى إلى "تنفيذ إبادة طبية وصحية بحق جميع المرافق الطبية العاملة في قطاع غزة"، من خلال تدمير المراكز الصحية وحرمان السكان من أبسط مقومات الحياة والرعاية الطبية.

دمار شامل وخروج المقر عن الخدمة

أوضحت الجمعية أن قوات الاحتلال كانت قد حاصرت المبنى لعدة أيام قبل قصفه، وهو ما أدى إلى تدميره بشكل كامل وخروج جميع مكاتبها ومرافقها عن الخدمة بعد أن كانت قد تعرضت لاستهداف متكرر منذ بداية الحرب.

ويُعد المبنى المستهدف، الذي أُنشئ عام 2018، مركزًا رئيسيًا في غزة لخدمة آلاف المرضى، حيث يتكون من خمسة طوابق تضم:

مختبرًا حديثًا لفحص الجينات.

قسمًا متخصصًا في علاج ومتابعة ذوي الإعاقة.

وحدات للأمراض المزمنة والطارئة.

مكاتب إدارية تدير عمل الفرق الطبية الميدانية.

وكان المقر قد تعرض سابقًا لقصف جزئي في ديسمبر 2023، تلاه سرقة محتوياته بالكامل، قبل أن يُعاد ترميمه في فبراير 2025 لمواصلة تقديم الخدمات الصحية.

جريمة حرب وانتهاك للقوانين الدولية

شددت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية على أن استهداف مقرها يمثل تعديًا صارخًا على القوانين والمعاهدات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف التي تكفل الحماية الكاملة للمرافق الطبية والطواقم الإنسانية أثناء النزاعات.

وطالبت الجمعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بـ محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على هذه الجرائم، التي تندرج ضمن ما وصفته بـ "جرائم الإبادة الجماعية" المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

استمرار العمل رغم الاستهداف

ورغم الدمار الهائل، أكدت الجمعية أن الاعتداء الأخير "لن يثني طواقمها والعاملين فيها عن مواصلة واجبهم الوطني ورسالتهم الإنسانية"، حيث تواصل الفرق الطبية الميدانية المنتشرة في مختلف أنحاء القطاع عملها لتقديم الإسعافات والعلاج للسكان في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

غزة تحت نار الإبادة الجماعية

يأتي استهداف المقر ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الإسرائيلية ضد البنية التحتية المدنية في غزة، حيث تواصل إسرائيل حربها الشاملة على القطاع منذ أكثر من عامين، مدعومة من الولايات المتحدة ودول أوروبية، في تحدٍ واضح لكل القرارات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفرت الحرب عن أرقام مأساوية، إذ خلفت حتى الآن أكثر من 232 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء  وما يزيد على 11 ألف مفقود تحت الركام أو في ظروف مجهولة. و نزوح مئات آلاف المدنيين قسرًا عن منازلهم و تفشي المجاعة والأوبئة نتيجة الحصار واستهداف المستشفيات ومخازن الغذاء.

التعليقات (0)