تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصريحات رسمية، شدد العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس على ضرورة تدخل المجتمع الدولي فورًا لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة. وأكد الملك أن الوضع الإنساني في القطاع أصبح "عارًا على الضمير الإنساني"، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي والعمل على تحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة.

إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة: ضرورة عاجلة

قال الملك فيليبي السادس إن إدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة يجب أن يكون فوريًا، مشيرًا إلى أن الوضع المعيشي يتدهور بسرعة بسبب النزوح المستمر ونقص الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الطبية الأساسية.

وأضاف الملك الإسباني أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه المدنيين في غزة، مؤكدًا أن أي تقاعس عن تقديم الدعم سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة السكان، خصوصًا النساء والأطفال وكبار السن.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأثره على السلام الإقليمي

أكد الملك فيليبي السادس أن اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية يهدف إلى تعزيز فرص إحلال السلام في المنطقة ودعم الاستقرار الإقليمي. وأوضح أن هذا الاعتراف لا يمثل موقفًا سياسيًا فحسب، بل هو دعوة واضحة لجميع الأطراف للعمل ضمن إطار القانون الدولي لتقليل التوتر ووقف الانتهاكات ضد المدنيين.

وأشار الملك إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمكن أن يسهم في خلق بيئة دبلوماسية مناسبة لتسهيل المفاوضات بين الأطراف المختلفة، ما قد يؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس نحو حل الدولتين وضمان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

استمرار الدعم الدولي لجهود السلام

شدد الملك فيليبي السادس على أن إسبانيا ستستمر في دعم جميع الجهود الرامية لتحقيق سلام دائم وعادل، وفق مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وأوضح أن أي عملية سياسية لا تراعي هذه المبادئ لن تكون فعالة، ولن تحقق الأمن والاستقرار المطلوبين للمنطقة.

وأكد الملك أن إسبانيا ستشارك في مبادرات دولية لدعم عمليات الإغاثة والمفاوضات السياسية، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أو عراقيل.

إدانات الانتهاكات في غزة: موقف إنساني واضح

وصف الملك الإسباني ما يجري في قطاع غزة بأنه "يند له الضمير الإنساني"، مؤكدًا أن قتل المدنيين باسم أي طرف أو تبرير العنف باسم التاريخ أو الدين هو تصرف غير مقبول ويجب أن يتوقف فورًا.

وقال الملك: "نقول لإسرائيل كفوا عن القتل باسم شعب عريق لطالما عانى في تاريخه"، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يجب أن يتخذ إجراءات واضحة لوقف الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها وفق القانون الدولي.

وأضاف أن الدعم الإنساني والسياسي يجب أن يسير جنبًا إلى جنب، وأن حماية المدنيين وضمان حقوقهم هي أولويات يجب أن تتصدر جدول أعمال المجتمع الدولي، مع تعزيز المساءلة والشفافية في جميع مراحل تقديم المساعدات.

أهمية التعاون الدولي لمواجهة الأزمة الإنسانية

أوضح الملك فيليبي السادس أن الأزمة الإنسانية في غزة لا يمكن حلها من قبل دولة واحدة أو جهة محددة، بل تحتاج إلى تعاون دولي فاعل بين الحكومات والمنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية.

وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية تشمل الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم والمأوى، وأن أي تقصير في توفير هذه الخدمات يفاقم من حجم المعاناة ويزيد من المخاطر على الأطفال والنساء وكبار السن.

وأكد الملك أن الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة يمثل الأساس لضمان نجاح جهود الإغاثة وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.