تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أدلى وزير الخارجية الإسباني بتصريحات مهمة لقناة الجزيرة، وصف فيها قتل الفلسطينيين الأبرياء في غزة بأنه تجاوز صارخ للقانون الدولي والإنساني. وأكد أن إسبانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، تعمل على دعم الاعتراف بدولة فلسطينية، ورفض أي محاولات لفرض ضم غير قانوني أو مصادرة للأراضي الفلسطينية.

الغارات الإسرائيلية وقتل الفلسطينيين: تجاوز للقانون الدولي

قال الوزير الإسباني إن قتل الآلاف من الفلسطينيين في غزة، من المدنيين الأبرياء، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على تجاهل هذه الانتهاكات. وأضاف: "لا أرى لماذا ينبغي أن يُحرم الشعب الفلسطيني من بلده للأبد"، مشيرًا إلى أن الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضرورة ملحة لمنع المزيد من المآسي الإنسانية.

وأوضح أن استمرار القصف الإسرائيلي للمدن والأحياء السكنية في غزة يفاقم الأزمة الإنسانية، ويؤدي إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى بين النساء والأطفال، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية التي تحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

الاعتراف بدولة فلسطين: خطوة أوروبية واسعة

أكد الوزير الإسباني أن اليوم "الغالبية من المنظومة الأوروبية باتت تعترف بدولة فلسطينية"، مشيرًا إلى أن هذه الاعترافات تمد إسبانيا والاتحاد الأوروبي بالقوة لمواصلة العمل على دعم فلسطين على الساحة الدولية.

وأضاف أن هذه الخطوة تعكس التزام أوروبا بمبادئ حل الدولتين، وأنها لا تسعى لفرض حلول أحادية، بل تدعم حقوق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة ضمن حدود 1967.

رفض الضم والمصادرة: سياسة إسبانيا والاتحاد الأوروبي

شدد الوزير على أن إسبانيا والاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي ضم غير شرعي للضفة الغربية، مؤكدًا أن أي محاولة لتغيير الوضع القانوني أو جغرافيا الأرض الفلسطينية تُعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

وقال أيضًا: "لن نعترف بأي مصادرة للأراضي أو ضم غير قانوني للأراضي الفلسطينية"، مضيفًا أن هذه المواقف تعكس موقف الاتحاد الأوروبي الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.

حظر كامل للتجارة مع المستوطنات الإسرائيلية

كشف الوزير الإسباني عن موافقة إسبانيا والاتحاد الأوروبي على حظر كامل للتصدير لإسرائيل أو للتجارة مع المستوطنات، في خطوة تهدف للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات، ومنع أي استفادة اقتصادية من الأراضي المحتلة.

وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار الالتزام بالقانون الدولي، وأن التجارة مع المستوطنات غير القانونية تساهم في استمرار الاحتلال وتوسع المستوطنات، ما يعقد فرص السلام في المنطقة.

موقف إسبانيا تجاه حقوق الفلسطينيين

أكد الوزير أن إسبانيا تعمل على دعم حقوق الفلسطينيين في كافة المجالات، بما في ذلك الحق في العودة، وحقهم في الدولة المستقلة، وحقهم في العيش بأمان في أراضيهم. وأضاف أن المجتمع الدولي ملزم بالعمل على حماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى قطاع غزة.

وأشار إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس مجرد رمزية دبلوماسية، بل هو خطوة عملية لدعم الحقوق الفلسطينية، وتعزيز المفاوضات السياسية التي تسعى لتحقيق سلام عادل ودائم.

الأزمة الإنسانية في غزة: دعوات دولية عاجلة

أكد الوزير الإسباني أن الوضع في قطاع غزة وصل إلى مستويات كارثية، مع تزايد الضحايا المدنيين ونقص الغذاء والمياه والكهرباء. ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لتخفيف المعاناة، وضمان حماية المدنيين، والضغط على إسرائيل لوقف الهجمات العشوائية.

وأضاف أن أوروبا ستواصل الضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي، وتقديم التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

التضامن الأوروبي مع فلسطين

تُعد تصريحات الوزير الإسباني انعكاسًا لموقف الاتحاد الأوروبي الذي يساند الفلسطينيين في إطار القانون الدولي، ويرفض أي إجراءات أحادية تغير الواقع على الأرض. وأوضح أن الاعتراف بدولة فلسطين والضغط على إسرائيل لمنع الضم والمصادرة يمثلان أدوات مهمة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.

وأشار إلى أن الدعم الأوروبي يشمل أيضًا المبادرات السياسية والدبلوماسية التي تسعى لإيجاد حل سياسي شامل يضمن حقوق الفلسطينيين، ويوقف العنف المستمر في غزة والضفة الغربية.