-
℃ 11 تركيا
-
24 سبتمبر 2025
استشهاد اللاعب محمد السطري مهاجم شباب رفح: رحيل "تعويذة الصعود" في غزة
شهداء الرياضة في غزة
استشهاد اللاعب محمد السطري مهاجم شباب رفح: رحيل "تعويذة الصعود" في غزة
-
24 سبتمبر 2025, 12:58:14 م
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
العدوان على غزة: أرقام مأساوية
محمد خميس
استُشهد صباح اليوم الأربعاء محمد السطري، مهاجم نادي شباب رفح وأحد أبرز لاعبي كرة القدم في غزة، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الشاكوش شمالي غرب مدينة رفح. وكان السطري (36 عامًا) ينتظر وصول المساعدات الإنسانية أسوة بآلاف المواطنين المحاصرين، قبل أن تتحول لحظات الانتظار إلى مشهد مأساوي يختصر معاناة الرياضيين وأبناء غزة تحت نار العدوان.
مشوار كروي حافل بالإنجازات
بدأ السطري مشواره الرياضي مع نادي القادسية الرفحي، حيث كان أحد العناصر الأساسية في تحقيق الصعود التاريخي من دوري الدرجة الرابعة إلى الدرجة الممتازة في موسم 2016-2017. هذا الإنجاز وضعه على خارطة الكرة الرفحية كأحد المهاجمين الموهوبين.
لاحقًا، انتقل إلى خدمات رفح على سبيل الإعارة، وهناك تُوّج بلقب كأس السوبر على حساب شباب خانيونس، كما حقق وصافة الدوري الممتاز. وفي الموسم التالي، ارتدى قميص شباب رفح، ونجح معه في حصد بطولة كأس غزة، ليؤكد مكانته كأحد اللاعبين الذين يجيدون صناعة الفارق في المباريات الكبرى.
تنقّل بعدها بين عدة أندية بارزة، من بينها نادي الصداقة، نادي التفاح، حيث ساهم في صعوده إلى الدرجة الممتازة موسم 2019-2020، كما كرر الإنجاز ذاته مع الأهلي وخدمات النصيرات. كذلك لعب لفترات مع خدمات المغازي والجماعي.
"رحّالة لاعبي غزة" و"تعويذة الصعود"
بفضل تنقله بين عدة أندية ونجاحه في قيادة أربعة فرق مختلفة للتأهل إلى دوري الدرجة الممتازة، أطلق جمهور الكرة الغزية على السطري ألقابًا عدة، أبرزها:
رحّالة لاعبي غزة، كونه لعب لأكبر عدد من الفرق في مختلف المستويات.
تعويذة الصعود، نظرًا لدوره الحاسم في صعود الأندية التي ارتدى قميصها.
هذه الألقاب عكست مكانته في الملاعب الغزية، ليس فقط كلاعب، بل كقائد ميداني يملك روح الانتصار.
النزوح والمعاناة تحت العدوان
مثل آلاف العائلات الفلسطينية، اضطر محمد السطري إلى النزوح من منزله في الحي السعودي برفح إلى منطقة المواصي في خان يونس، بحثًا عن الأمان النسبي من القصف الإسرائيلي المستمر. لكن نيران الاحتلال لاحقت كل المدنيين، فلم يسلم حتى الرياضيون الذين كرسوا حياتهم لإدخال البهجة إلى جماهيرهم.
شهداء الرياضة في غزة
لم يكن السطري الشهيد الأول من الوسط الرياضي. فقد قدّم نادي خدمات النصيرات، الذي لعب له السطري سابقًا، عددًا من الشهداء البارزين خلال العدوان الحالي، من بينهم:
القائد محمد أبو زايد (15 يناير 2024).
الحارس محمد الغفاري (28 نوفمبر 2023).
صانع الألعاب طارق الهور (27 أكتوبر 2023).
وبحسب بيانات وكالة فلسطين الرياضية، ارتفع عدد الشهداء الرياضيين منذ بدء الحرب إلى أكثر من 810 شهيدًا، بينهم نحو 370 لاعب كرة قدم، بينما دمّر الاحتلال أكثر من 288 منشأة رياضية، وسُجل فقدان 119 رياضيًا واعتقال 29 آخرين.
العدوان على غزة: أرقام مأساوية
يأتي استشهاد السطري ضمن سلسلة الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تواصل إسرائيل –بدعم أميركي أوروبي– حرب الإبادة الجماعية على القطاع. وتشمل هذه الحرب قتل المدنيين وتجويعهم وتدمير منازلهم وبنيتهم التحتية، في ظل تجاهل تام للقرارات الدولية.
وقد أسفرت الحرب حتى الآن عن أكثر من 232 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء و ما يزيد على 11 ألف مفقود تحت الركام أو في ظروف مجهولة و نزوح مئات آلاف العائلات قسرًا و تفشي المجاعة والأمراض بين السكان.








