تكبير الخط تصغير الخط

مراكش – المغرب_ 
متابعة : محمد خميس 

احتضنت مدينة مراكش المغربية أعمال الدورة الـ33 للجمعية العامة لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط (أمان)، التي اختتمت اليوم الأربعاء بمشاركة واسعة من المديرين العامين وممثلي وكالات الأنباء الأعضاء.
وتأتي هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "كرة القدم والإعلام في منطقة المتوسط.. بناء جسور تتجاوز الحدود"، في ظل استعدادات مكثفة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 من طرف المغرب، إسبانيا، والبرتغال.

ندوة حول كأس العالم 2030: الرهانات ودور الإعلام

ضمن فعاليات الجمعية، نظّمت ندوة خاصة بعنوان: "كأس العالم لكرة القدم فيفا 2030.. الرهانات ودور وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط"، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والفاعلين في مجال الرياضة.
وقد سلطت الندوة الضوء على التحديات الإعلامية المصاحبة لهذا الحدث العالمي، خاصة فيما يتعلق بـمكافحة الأخبار الزائفة وتعزيز موثوقية المعلومة.

وفي هذا السياق، شدد المشاركون على أهمية دور وكالات الأنباء في ضمان تغطية مهنية وموثوقة خلال مثل هذه المناسبات الكبرى، مؤكدين أن وسائل الإعلام التقليدية لا تزال تمثل حصنًا دفاعيًا أمام سيل المعلومات المضللة المنتشرة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وكالات الأنباء: جبهة موحدة ضد التضليل الإعلامي

وأكد معاذ حجي، المنسق العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن على وكالات الأنباء في الدول الثلاث المستضيفة لكأس العالم 2030 أن تتحمل مسؤولية مضاعفة في التصدي للمعلومات المغلوطة، عبر اليقظة والاستباقية الإعلامية.

كما شدد الناخب الوطني وليد الركراكي على أن مكافحة التضليل الإعلامي يمثل تحديًا حقيقيًا، مؤكدًا أن وكالات الأنباء تضطلع بدور أساسي في نشر محتوى موثوق وذي مصداقية، لاسيما في الفترات التي تسبق وتواكب الفعاليات الرياضية الكبرى.

المصداقية الإعلامية... أولوية قصوى في زمن التحولات الرقمية

من جانبه، أشار عبد الغني عويفية، مدير قطب أوروبا الغربية بوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الوكالة المغربية تضطلع بدور رئيسي في ضمان تدفق المعلومات الصحيحة في البيئة الرقمية الحالية.
وأكد على أن الحياد، الدقة، والموضوعية تظل المبادئ الأساسية التي تجعل من وكالات الأنباء مرجعًا موثوقًا، خاصة في زمن تنتشر فيه الشائعات بسرعة غير مسبوقة.

كما أوضح أن وكالة المغرب العربي للأنباء تعتزم الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي لتقريب الجمهور من أجواء كأس العالم 2030 وكواليس تنظيمه.

دعوات إلى تكوين الجيل الجديد من الصحفيين الرياضيين

وفي سياق التحضيرات للحدث العالمي، دعت الصحفية الرياضية هيام بنحمو إلى ضرورة الاستثمار في تكوين الصحفيين الشباب، لتمكينهم من أدوات الممارسة الصحفية الاحترافية، خاصة في مجال الإعلام الرياضي.

وأكدت على أهمية تنمية الحس النقدي والمهنية في تغطية الأحداث الرياضية الكبرى، معتبرة أن إعداد جيل جديد من الإعلاميين سيعزز من قدرة وكالات الأنباء على مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة.

تاريخ الرابطة وأهدافها في المنطقة المتوسطية

يُذكر أن رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط (أمان) تأسست سنة 1991، وتهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين وكالات الأنباء الوطنية في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
كما تشمل الرابطة أعضاء مراقبين من خارج المنطقة، من أبرزهم الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا).

وقد شكلت دورة مراكش فرصة مهمة لتعزيز الروابط بين مختلف أعضاء الرابطة، وتكريم أفضل الأعمال الصحفية من خلال جوائز "أمان" لأفضل المقالات والصور.

الإعلام في قلب الرهانات الكبرى

لا شك أن اختتام الجمعية العامة في مراكش أعاد التأكيد على الدور المركزي لوكالات الأنباء في حماية الفضاء الإعلامي من الفوضى الرقمية، لاسيما مع اقتراب كأس العالم 2030، الذي يمثل تحديًا إعلاميًا بقدر ما هو رياضي.
وبين تعزيز التعاون الإقليمي ومكافحة التضليل الإعلامي، تبرز أهمية هذا النوع من الفعاليات في صياغة مستقبل إعلامي مهني وموثوق في منطقة البحر الأبيض المتوسط.