"ابني ألغى حفل زفافه": نتنياهو يعرض خسائره الشخصية في مستشفى سوروكا.. ويهاجم كاتس

profile
  • clock 19 يونيو 2025, 2:46:25 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في لحظة بدا فيها الانفصال عن الواقع أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، ظهر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، صباح الخميس، أمام عدسات الكاميرات في مستشفى "سوروكا" الذي أصيب بشكل عرضي إثر الغارات الإيرانية الأخيرة، ليتحدث ليس عن الضحايا أو مدى الفشل في حماية العمق الإسرائيلي، بل عن "المعاناة الشخصية" لعائلته، وعن "بطولة" زوجته، و"تضحية" ابنه الذي ألغى حفل زفافه!

محاولة للتغطية على الفشل

نتنياهو، الذي يقود حكومته نحو مزيد من الانهيار على الجبهتين الداخلية والعسكرية، حاول تحويل النقاش من الأضرار الكبرى في البنية التحتية الصحية والنفسية للجبهة الداخلية، إلى سردية شخصية تُبرز تضحياته العائلية المزعومة.

وقال من باحة مستشفى سوروكا:

"هناك أثمان شخصية، هناك من قُتلوا، هناك من أُصيبوا، وكل فرد منا يتحمل ثمناً شخصيًا، وأنا أيضًا. ابني أڤنير اضطر لإلغاء حفل زفافه للمرة الثانية بسبب تهديد الصواريخ. وزوجتي، هذه البطلة، تدفع ثمناً شخصيًا. بدونها، لما كنت هنا".

إسرائيل تحت القصف

وكان المستشفى الذي زاره نتنياهو قد تعرض لأضرار جسيمة بعد إصابة عرضية تعرض لها بعد استهداف صاروخ إيراني مقر مجاور لوحدة استخبارات عسكرية إسرائيلية.

مدير المستشفى، د. شلومو كودش، زعم أن "الصاروخ أصاب مبنى الجراحة القديم الذي كان قد تم إخلاؤه جزئيًا. هناك دمار كبير في المبنى وفي مبانٍ أخرى قريبة نتيجة الضغط".

ووفق وسائل إعلام عبرية، أُصيب نحو 60 شخصًا بجروح طفيفة أغلبها ناتجة عن الهلع والانفجارات، فيما صار المستشفى غير صالح إلا للحالات الحرجة فقط.

مفارقة أخلاقية صارخة

وسط هذا الواقع الكارثي، خرج نتنياهو ليعقد مقارنة متعالية بين الاحتلال وإيران قائلاً:

"نحن نضرب أهدافًا عسكرية بدقة، أما هم فيقصفون المستشفيات... هذا هو الفارق بين ديمقراطية تحمي القانون، وإرهابيين قتلة".

إلا أن هذه النبرة الأخلاقية بدت مثيرة للسخرية، في ظل الهجمات الواسعة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على منشآت مدنية وسكنية في غزة، والعدد المهول من الضحايا المدنيين الذين سقطوا في حربه ضد الفلسطينيين والإيرانيين على حد سواء.

نتنياهو يهاجم كاتس.. ضمنًا

وفي سياق داخلي يعكس عمق الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية، وجّه نتنياهو انتقادًا مبطنًا لوزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي صرّح صراحةً بضرورة اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قائلاً: "لا يمكنه البقاء".

ورد نتنياهو بنبرة متهكمة ورافضة:

"أصدرت توجيهًا واضحًا أن لا أحد محصّن، لكنني لا أحب التعامل مع العناوين. أفضل أن أترك الأفعال تتحدث، ففي الحرب يجب أن نختار كلماتنا بدقة وتحركاتنا بحذر. هذا ما أطلبه ليس فقط من نفسي، بل من الجميع".

الحقيقة التي لا يريد قولها

رغم الخطاب العاطفي والتصعيد اللفظي، لم يُجب نتنياهو عن الأسئلة الحقيقية:

كيف وصلت الصواريخ الإيرانية إلى عمق إسرائيل رغم "القبة الحديدية"؟

لماذا لم تُحمَ الملاجئ المحصنة ومراكز المدن؟

من يتحمّل المسؤولية عن الفشل في صد الضربة الإيرانية؟

هل كانت حكومة نتنياهو على علم مسبق بالرد الإيراني وتجاهلت التحذيرات؟

نتنياهو يحتمي بعائلته.. لا بالحقائق

يبدو أن نتنياهو، الذي يواجه أزمات سياسية وقضائية متراكمة، لجأ مرة أخرى إلى استخدام سردية "العائلة" للتغطية على الإخفاقات الكبرى في إدارته، بينما تكشف الوقائع أن الاحتلال بات مكشوفًا أمام ضربات إيران، ومعنوياته تتآكل تحت وطأة الخسائر التي يفرضها الواقع، لا الروايات الدعائية.

التعليقات (0)