حوار خاص مع د. عبد الرزاق محمد الدليمي

إطلاق النار على وفد دبلوماسي وتصعيد بريطاني ضد "إسرائيل": تحوّل في الموقف أم ضغوط رمزية؟

profile
  • clock 21 مايو 2025, 7:25:17 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
د. عبد الرزاق محمد الدليمي

في تطورٍ لافت يعكس حجم التوتر السياسي والدبلوماسي المتصاعد بين بعض العواصم الأوروبية و"إسرائيل"، أقدمت بريطانيا مؤخرًا على استدعاء سفيرة "إسرائيل" في لندن، إلى جانب تعليق مفاوضات التجارة الحرة، وذلك احتجاجًا على العدوان المستمر على قطاع غزة واستهداف الوفود الدولية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها إما بداية تحوّل سياسي أو مجرد ضغط رمزي لتهدئة الشارع الغاضب.

استدعاء دبلوماسي وتعليق تجاري… إشارات سياسية واضحة

يرى الدكتور عبد الرزاق محمد الدليمي في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات أن هذا التحرك البريطاني يحمل أبعادًا سياسية تعكس استجابة لضغط شعبي وبرلماني متصاعد داخل بريطانيا، وسط انتقادات متزايدة لدور لندن في دعم "إسرائيل".
كما لا يُستبعد أن تمثل هذه الخطوة بداية تسييس العلاقة الاقتصادية بين الطرفين، وتحويلها من علاقة "غير مشروطة" إلى علاقة قابلة للمراجعة، في ظل استمرار الاحتلال في تجاوزاته للقانون الدولي.

ومع أهمية هذه الإجراءات، يلفت د. الدليمي إلى أنها لا تزال رمزية، طالما لم تُترجم إلى إجراءات فعالة مثل وقف تصدير الأسلحة، أو دعم جهود المساءلة الدولية. إلا أن هذا الموقف قد يُعد بمثابة تحذير مبكر يمهد لتحوّل أوسع في الموقف الأوروبي، في حال استمرت "إسرائيل" في سياساتها العدوانية.

استهداف الوفد الدبلوماسي في جنين: تجاوز خطير للقانون الدولي

في سياقٍ متصل، فإن إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي أثناء زيارته لمحيط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، يمثل وفق د. الدليمي انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، ولا سيما اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تنص على حصانة البعثات الدبلوماسية وأفرادها.

ويُعد هذا الحادث تصعيدًا غير مسبوق، يحمل دلالات خطيرة منها:

استهتار الاحتلال بحصانة الدبلوماسيين

تقويض سيادة السلطة الفلسطينية

إرسال رسائل عدوانية متعمدة لتخويف الوفود الدولية

منع توثيق الانتهاكات ومراقبة الأوضاع الإنسانية في الأراضي المحتلة

الاحتلال لا يُبالي بالإدانات… والشارع الدولي يغلي

يؤكد د. الدليمي أن سلوك "إسرائيل" يعكس عدم اكتراثها بالرأي العام الدولي، حيث تستمر في سياساتها العدوانية رغم الإدانات المتكررة، وتتعامل مع الأرض الفلسطينية وكأنها مساحة مفتوحة لفرض سيطرتها دون احترام لأدنى البروتوكولات الدولية.

وقد أثار الحادث إدانات واسعة من دول عربية وأوروبية، من بينها الأردن، مصر، وتركيا، إلى جانب دعوات عاجلة لتحقيق شفاف، مع احتمالية أن تتطور الأمور إلى توتر دبلوماسي وإجراءات سياسية من قبل الدول المتضررة.

تداعيات محتملة على الجهود السياسية والدبلوماسية

يشير د. الدليمي إلى أن هذه التطورات قد تُجهض جهود الوساطة الدولية الرامية إلى التهدئة أو التوصل لحل سياسي للصراع، كما أنها تكشف طبيعة الاحتلال القمعية ليس فقط تجاه الفلسطينيين، بل حتى تجاه ممثلي الدول الأخرى.

ورغم محاولات "الجيش الإسرائيلي" تبرير الحادث ببيانٍ أولي تحدث فيه عن "انحراف الوفد عن المسار المصرح"، فإن التناقض في الروايات الرسمية يؤكد الحاجة لتحقيق دولي على مستوى عالٍ من الشفافية والمساءلة.

هل تتغير قواعد اللعبة الدبلوماسية؟

يتساءل د. الدليمي في ختام حديثه: "هل بدأ الغرب بمراجعة دعمه غير المشروط لإسرائيل؟ أم أن هذه الخطوات تمثل محاولة مؤقتة لاحتواء الغضب الشعبي؟"

وفي ظل تصاعد الأحداث وسقوط المزيد من الضحايا في غزة، تبقى الأنظار موجهة نحو الخطوات الأوروبية التالية، فهل تكون بداية لتحول جذري في المواقف الدولية، أم مجرد جس نبض سياسي لن يغير من واقع المعاناة شيئًا؟

التعليقات (0)