تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهدت العاصمة البريطانية لندن، يوم الأربعاء، تظاهرة جماهيرية حاشدة نظّمها ناشطون ومواطنون بريطانيون ومتضامنون مع القضية الفلسطينية، نصرةً لغزة وللمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والسياسي من جرائم الاحتلال.

الطواقم الطبية تتصدر المشهد

وفي خطوة رمزية لافتة، تقدّمت الطواقم الطبية البريطانية الصفوف الأولى في المظاهرة، مطالبةً الحكومة البريطانية بتكثيف جهودها السياسية والدبلوماسية والإنسانية من أجل إنقاذ أطفال غزة، الذين يواجهون خطر الموت جوعًا وتحت القصف، وسط منع متواصل من الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع.

دعوات لوقف الدعم العسكري لبريطانيا لإسرائيل

وتجمّع المتظاهرون أمام مقر وزارة الخارجية البريطانية، مطالبين بوضوح بـوقف كافة أشكال الدعم العسكري البريطاني لإسرائيل، وعلى رأسها تجميد صفقات بيع الأسلحة التي تُستخدم في العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.

وردد المتظاهرون هتافات تدين الصمت الدولي وتطالب بفرض عقوبات حقيقية على إسرائيل، في ظل ما وصفوه بـ"حرب إبادة جماعية" تشنها على غزة منذ أكثر من سبعة أشهر.

إجراءات حكومية بريطانية وتصعيد دبلوماسي

وكانت بريطانيا قد أعلنت، يوم الثلاثاء، عن مجموعة من الإجراءات ضد إسرائيل، شملت:

فرض عقوبات على عدد من المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة الغربية.

تعليق بيع أسلحة لإسرائيل.

تعليق مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين الجانبين.

كما قامت وزارة الخارجية البريطانية باستدعاء السفيرة الإسرائيلية تسيبي هوتوفيلي، للاحتجاج على التصعيد العسكري الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات إلى غزة.

تحذير من عقوبات إضافية

وفي جلسة لمجلس العموم البريطاني، وجّه وزير الخارجية ديفيد لامي تحذيرًا مباشرًا لإسرائيل، معلنًا أن لندن قد تتخذ إجراءات إضافية إن لم يتوقف العدوان على القطاع، وقال: "الإجراءات التي اتخذناها هي محاولة لاستخدام تأثير بريطانيا للضغط على إسرائيل من أجل وقف ما يحدث في غزة".

العدوان الإسرائيلي مستمر رغم الإدانات الدولية

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط تجويع ممنهج وتهجير قسري، متجاهلًا بذلك النداءات الدولية المتكررة وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف فوري للعدوان.

الشارع البريطاني يتحرك… فهل تستجيب الحكومة؟

تؤشر هذه التظاهرة إلى تزايد الضغط الشعبي في أوروبا وبريطانيا تحديدًا على الحكومات لوقف دعمها لإسرائيل، والتحرك الفعلي لوقف الجرائم الجارية في غزة. وبينما تتصاعد الأصوات في لندن، يبقى الرهان على اتخاذ مواقف سياسية أقوى وأكثر تأثيرًا، لعلها تسهم في إنقاذ الأرواح البريئة المحاصرة تحت القصف.