التداعيات على غزة والاحتلال والإقليم

إسلام الغمري يكتب: نتنياهو يفتح أبواب الجنون… هل تصمد غزة في معركة الغطرسة؟

profile
إسلام الغمري الغمري نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية
  • clock 9 أغسطس 2025, 5:01:56 م
  • eye 450
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو

في لحظة سياسية وعسكرية مشحونة، يقف الكيان الصهيوني على حافة اندفاع غير مسبوق، تدفعه غطرسة نتنياهو وحكومته المتطرفة، ويدعمه في ذلك الغطاء الأمريكي المفتوح. هذه المرة، لا يكتفي الاحتلال بالتلويح بالقوة، بل يلوّح بخيار إعادة احتلال غزة، وكأن الزمن عاد إلى الوراء، لكن بثمن إنساني وسياسي أكبر بكثير.


الجنون السياسي قبل الكارثة


إن قراءة سلوك نتنياهو تكشف عن حالة من الجنون السياسي، فهو يخلط بين رغبته في البقاء السياسي وبين أوهام الحسم العسكري، متجاهلًا أن غزة ليست ساحة مفتوحة لعرض العضلات، بل ميدان معقد تعجز فيه القوة المجردة عن فرض الاستسلام. هذا الجنون لا ينفصل عن نزعة الكبر التي تسيطر على حكومته، والتي تتوهم أن بإمكانها إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 2005.


المقاومة… عقل بارد في وجه نار مشتعلة


على الرغم من حجم الدمار والحصار، ما تزال المقاومة في غزة تحافظ على قدرتها على التفكير الاستراتيجي. هي تدرك أن الاحتلال إذا دخل بعمق، فسوف يتحول وجوده إلى عبء أمني وعسكري عليه، وأن حرب المدن والأنفاق ستأكل من قوته تدريجيًا. بل إن المقاومة، بخبراتها المتراكمة، تعرف كيف تدير المعركة بطريقة تُبقي الاحتلال في حالة استنزاف دائم، حتى وهو يظن أنه يمسك بزمام المبادرة.
سيناريوهات محتملة أمام هذا الجنون


  • 1 التوغّل المحدود: هجمات مركزة على أحياء وقطاعات داخل غزة دون بقاء طويل، وهو سيناريو يخفف الخسائر المباشرة للاحتلال لكنه لا يحقق الحسم.
    2 الاحتلال الكامل لمدينة غزة: هذا خيار محفوف بكارثة إنسانية، وقد يقود إلى مواجهات شرسة تُفقد الاحتلال أي مكاسب مؤقتة.
    3 صفقة تبادل ووقف نار: وهي مخرج اضطراري يمكن أن يفرضه ضغط الرأي العام الداخلي والخارجي على حكومة الاحتلال.

 

التداعيات على غزة والاحتلال والإقليم


• غزة والمقاومة: الخسائر الإنسانية ستزداد مع أي تصعيد، لكن الإرادة القتالية ستبقى عنصر الحسم في المدى الطويل.
• الاحتلال: المخاطرة السياسية لنتنياهو عالية، والانقسام مع المؤسسة العسكرية قد يتحول إلى أزمة داخلية تهدد بقاء حكومته.
• الإقليم: مصر وقطر وتركيا ستظل في قلب جهود الوساطة، فيما تراقب دول أخرى خشية توسع الصراع إلى جبهات جديدة.
• العالم: صور الدمار والنزوح ستضغط على الرأي العام الغربي، وقد تزيد من عزلة الاحتلال في المحافل الدولية.

 

كلمة أخيرة


إن ما يفعله نتنياهو ليس سوى فتح لأبواب الجنون على مصراعيها. لكنه لا يدرك أن غزة، برغم جراحها، تمتلك قدرة فريدة على قلب المعادلات، وأنها ليست ساحة يمكن لأي جنون سياسي أو عسكري أن يطوي صفحتها. فالمعركة الحقيقية ليست فقط على الأرض، بل في الإرادة والعزيمة، وهذه معركة يعرف الفلسطينيون كيف يخوضونها حتى النهاية.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)