إسرائيل على حدود السويداء: مشروع تفكيك جديد بسلاح الطائفة وغارات موجهة

profile
  • clock 16 يوليو 2025, 7:34:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
إسرائيل على حدود السويداء

180 تحقيقات | تحليل خاص

في تطور ميداني لافت، خرج التدخل الإسرائيلي في سوريا من دائرة الغارات الروتينية إلى مشروع استراتيجي مركّب، عنوانه الظاهر "حماية الدروز"، أما جوهره فـ"تفكيك سوريا من الداخل".
 

السويداء، المحافظة الهادئة نسبيًا خلال سنوات الحرب السورية، تحوّلت فجأة إلى بؤرة تصعيد ناري ورسائل عسكرية مكثفة. غارات إسرائيلية متكررة، عبور دروز من داخل الأراضي المحتلة إلى سوريا، وتلويح مباشر من المرجعية الروحية للطائفة الدرزية بفرض وقائع على الأرض.

الغارات ليست استثناءً... بل إعلان لمرحلة جديدة

 

في الأيام القليلة الماضية، شنت مقاتلات الاحتلال غارات على مواقع عسكرية سورية، بعضها يقع على مشارف وزارة الدفاع في دمشق، في خطوة تُعد سابقة من حيث الجرأة الميدانية والرسالة السياسية.


وفي السويداء، طالت الغارات دبابات وناقلات جند، مع قطع طرق إمداد، بزعم أن دخول الجيش السوري للمنطقة "يهدد السلم الطائفي"، في خرق فاضح للسيادة السورية.

 

الطائفة الدرزية... مدخل التفكيك المرن

 

التصعيد الإسرائيلي جاء متزامنًا مع تحركات درزية داخل الكيان، حيث دعا الرئيس الروحي للطائفة موفق طريف علنًا إلى الاستعداد لعبور الحدود السورية، قائلاً:
"ما حدث في 7 أكتوبر يحدث الآن في السويداء"، في تشبيه خطير يعكس رغبة الاحتلال في شيطنة الدولة السورية، وتقديم نفسه كحامٍ لأقلياتها.

 

وبالفعل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن عشرات الدروز اجتازوا السياج الحدودي إلى سوريا، وسط صمت دولي، وتنسيق معلن مع الجانب الأميركي.


ما الذي تريده إسرائيل من السويداء؟

 

بحسب محللين عسكريين، فإن الاحتلال لا يسعى فقط إلى توجيه رسائل ردعية، بل يعمل على:

 

خلق منطقة فراغ أمني – طائفي في الجنوب السوري، خارج سيطرة دمشق.

 

تحويل السويداء إلى نموذج أولي "لكانتون طائفي" معزول، برعاية إسرائيلية، قابل للتكرار في مناطق أخرى.

 

إرباك الدولة السورية في لحظة تحاول فيها استعادة تماسكها الداخلي والمؤسسي.

 

قطع خطوط التمدد بين سوريا ولبنان، وشلّ الحركة الاستراتيجية للمقاومة.


صمت دولي على كل الجبهات

 

الغارات الإسرائيلية على دمشق والجنوب السوري، تمامًا كما الاعتداءات اليومية على الجنوب اللبناني، لم تثر أي رد فعل جدي من المجتمع الدولي، تمامًا كما حدث مع حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة منذ أكثر من 9 أشهر.


بل إن هذا الصمت يُفسّر لدى القيادة الإسرائيلية كـ"ضوء أخضر" لتوسيع رقعة النار، وفرض وقائع إقليمية جديدة على الأرض.

 

إلى أين تتجه الأمور؟

 

بحسب مصادر ميدانية، فإن الجيش السوري بدأ بتحريك وحدات محدودة جنوب السويداء، وسط خشية من تحوّل المنطقة إلى ساحة مواجهة مباشرة مع الاحتلال أو حتى مع مجموعات درزية مسلحة يتم الدفع بها لاحقًا.


في المقابل، يبقى احتمال صفقة أميركية – إسرائيلية قائمًا، لفرض "تهدئة مشروطة" تمنع عودة دمشق إلى الجنوب، وتُكرس واقعًا انفصاليًا ناعمًا.


ما يجري في السويداء ليس مجرد "حالة أمنية" عابرة، بل مشروع إقليمي يربط بين:

تطويع الأقليات داخل سوريا،

قضم السيادة السورية بهدوء،


وتوسيع الهوة بين المكونات الوطنية.


وكل ذلك، تحت مظلة صمت دولي، وتواطؤ إقليمي، وغارات لا تتوقف.

التعليقات (0)