-
℃ 11 تركيا
-
1 سبتمبر 2025
أونروا تحذر من جيل ضائع في غزة وحرمان 660 ألف طفل من التعليم
أرقام صادمة من وزارة التربية والتعليم
أونروا تحذر من جيل ضائع في غزة وحرمان 660 ألف طفل من التعليم
-
30 أغسطس 2025, 4:37:10 م
-
426
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – أونروا، اليوم السبت، أن ما يقارب 660 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة باتوا خارج مقاعد الدراسة للعام الثالث على التوالي، بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 23 شهراً. وأوضحت الوكالة في بيانها أن الحرب في غزة "هي حرب على الأطفال ويجب أن تتوقف فوراً"، محذرة من أن هؤلاء الأطفال مهددون بالتحول إلى "جيل ضائع" ما لم يتم وقف العدوان والسماح لهم بالعودة إلى مدارسهم وحياتهم الطبيعية.
التعليم ضحية مباشرة للحرب
قالت الأونروا إن استمرار الحرب حول المدارس والجامعات إلى أهداف عسكرية مدمرة، وإن الأطفال في غزة لا يحرمون فقط من حقهم الأساسي في التعلم، بل يعيشون يومياً تحت وطأة القصف، النزوح، الجوع، وفقدان ذويهم. وأضاف البيان: "يجب حماية الأطفال في جميع الأوقات، ووقف هذه الحرب هو السبيل الوحيد لإنقاذ مستقبلهم".
أرقام صادمة من وزارة التربية والتعليم
في تقرير حديث، كشفت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن قطاع غزة يضم نحو 700 ألف طالب يعيشون حالة من "التعليم المعلّق"، بعد عامين من الحرمان والاستهداف الممنهج. وأشارت إلى أن نحو 70 ألف طالب لم يتمكنوا من التقدم لامتحانات الثانوية العامة خلال عامين متتاليين، ما حرمهم من الالتحاق بالجامعات أو سوق العمل.
وأوضحت الوزارة أن خسائر التعليم في غزة لم تتوقف عند تعطيل الدراسة، بل امتدت إلى تدمير البنية التحتية التعليمية من مدارس وجامعات ومراكز تدريب، إضافة إلى استهداف مباشر للطلاب والمعلمين.
الشهداء من الطلبة والكوادر التعليمية
منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى 26 أغسطس 2025، استشهد أكثر من:
17,085 طالباً مدرسياً.
1,261 طالباً جامعياً.
739 من الكوادر التعليمية المدرسية.
226 من الكوادر الجامعية.
كما أصيب أكثر من:
25,213 طالباً مدرسياً.
2,671 طالباً جامعياً.
3,091 من الكوادر المدرسية.
1,421 من الكوادر الجامعية.
هذه الأرقام الصادمة تكشف أن الاحتلال لا يستهدف فقط المنشآت التعليمية، بل يسعى إلى ضرب العنصر البشري الذي يمثل أساس العملية التعليمية.
واقع التعليم في الضفة الغربية
لم يقتصر الاستهداف على غزة فقط، بل شمل الضفة الغربية أيضاً، حيث استشهد خلال الفترة نفسها:
108 طلاباً مدرسياً.
35 طالباً جامعياً.
كما أصيب نحو:
739 طالباً مدرسياً.
231 طالباً جامعياً.
وفي جانب الاعتقالات، اعتقل الاحتلال:
372 طالباً مدرسياً.
413 طالباً جامعياً.
182 من الكوادر المدرسية.
17 من الكوادر الجامعية.
أما الإصابات بين الكوادر التعليمية في الضفة، فقد بلغت 21 إصابة موثقة، في حين قتل 5 معلمين ومدرسين خلال اقتحامات واعتداءات الاحتلال.
افتتاح العام الدراسي في الضفة والقدس
رغم الظروف الصعبة، أعلنت وزارة التربية والتعليم افتتاح العام الدراسي الجديد مطلع سبتمبر المقبل في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بينما تقرر تأجيله في بعض مناطق الضفة إلى الثامن من الشهر نفسه. غير أن طلاب غزة البالغ عددهم نحو 700 ألف طالب يبقون خارج العملية التعليمية بسبب استمرار الحرب، ما يجعل مستقبلهم معلقاً بوقف العدوان.
جيل مهدد بالضياع
تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن استمرار تعطيل التعليم في غزة سيؤدي إلى نتائج كارثية، أبرزها:
ارتفاع نسب الأمية بين الأطفال واليافعين.
فقدان المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب.
تفاقم الأزمات النفسية الناتجة عن الحرمان من المدرسة وتكرار مشاهد الحرب.
تهديد مستقبل الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني نتيجة غياب جيل متعلم قادر على البناء والإعمار.
وتصف الأونروا هذا الواقع بأنه "حرب على مستقبل فلسطين"، مؤكدة أن إنقاذ العملية التعليمية في غزة ضرورة ملحة وليست خياراً ثانوياً.
البعد الإنساني والسياسي
حرمان الأطفال من التعليم يُعد وفق القانون الدولي جريمة حرب، إذ أن الحق في التعليم حق أساسي تكفله اتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها معظم دول العالم. لكن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير هذا الحق، بهدف خلق جيل محروم من المعرفة والقدرات.
سياسياً، تستخدم إسرائيل ورقة التعليم وسيلة للضغط على المجتمع الفلسطيني، عبر ضرب المدارس وتحويل بعضها إلى مراكز نزوح قسري، في مشهد يعكس إرهاباً منظماً ضد الأطفال.
دعوات لوقف الحرب وإنقاذ التعليم
دعت الأونروا ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات الحقوقية إلى ضرورة:
وقف فوري لإطلاق النار.
إعادة تأهيل المدارس والجامعات بشكل عاجل.
توفير دعم نفسي واجتماعي للطلاب والمعلمين.
إطلاق برامج تعليمية طارئة تضمن الحد الأدنى من استمرار التعليم.
وأكدت الوكالة أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لإنقاذ ما يقارب 660 ألف طفل من فقدان حقهم في التعلم، مشيرة إلى أن "الأطفال في غزة لا يملكون ترف الانتظار".









