العدوان الإسرائيلي مستمر بلا هوادة

حرب الإبادة على غزة تدخل يومها الـ695: مجازر جديدة وتفاقم المجاعة وسط صمت دولي

profile
  • clock 31 أغسطس 2025, 5:10:42 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ695 على التوالي، عبر القصف الجوي والمدفعي، وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين، في ظل صمت دولي مخزٍ ودعم أمريكي مطلق. وتعيش غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تواصل القتل الجماعي واستهداف النازحين والمجوعين، ما يفاقم مأساة أكثر من مليوني إنسان يواجهون المجاعة والمرض والتشريد.

مجازر متصاعدة منذ فجر الأحد

أكدت مصادر طبية في مستشفيات غزة أن الاحتلال ارتكب سلسلة من الجرائم خلال الساعات الماضية، أسفرت عن استشهاد 34 مواطنًا منذ فجر اليوم الأحد، بينهم نساء وأطفال. وشهدت أحياء مدينة غزة وبلدات خان يونس والنصيرات وجباليا موجة جديدة من القصف استهدف المنازل وخيام النازحين ومناطق توزيع المساعدات.

ففي حي الصبرة جنوب مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال أربعة منازل لعائلات أبو دلال وقزعاط وأبو حويلة والنمر، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى. وفي بلدة بني سهيلا شرق خان يونس استشهد مواطن آخر جراء قصف استهدف منزله. كما استشهدت المواطنة إيناس صابر أبو وردة وأبناؤها الثلاثة في قصف منزلهم شمالي القطاع، في جريمة جديدة تؤكد استهداف العائلات الفلسطينية.

النازحون تحت النار

النازحون الذين فروا من بيوتهم بحثًا عن الأمان لم يسلموا من الاستهداف. فقد قصفت طائرات الاحتلال خيامًا للنازحين قرب مدرسة صلاح الدين في حي الرمال، وأخرى في محيط مقبرة السوارحة بمخيم النصيرات، ما أدى إلى سقوط شهداء وإصابات. وفي منطقة المقوسي شمال غربي غزة ارتقى شهيدان وأصيب آخرون باستهداف خيام تؤوي نازحين.

كما استهدف الاحتلال مجموعات من المواطنين أثناء بحثهم عن المساعدات الغذائية، حيث ارتقى خمسة شهداء جنوب خان يونس أثناء انتظارهم المساعدات في منطقة موراج. وفي خانيونس أيضًا استشهد المواطن أسامة محمد مقداد قرب مركز الطينة لتوزيع المساعدات.

المجاعة تحصد الأرواح

وزارة الصحة في غزة أعلنت تسجيل 7 وفيات جديدة بسبب سوء التغذية والمجاعة خلال الساعات الماضية، ليرتفع عدد الشهداء جراء المجاعة إلى 339 شهيدًا بينهم 124 طفلًا. وأكدت أن الوضع الصحي ينهار بشكل كامل مع استمرار الحصار ومنع إدخال الغذاء والدواء، محذرة من مجاعة جماعية تهدد حياة مئات الآلاف.

مستشفى الشفاء أعلن وفاة الطفلة رهف البلعاوي بسبب نقص العلاج وسوء التغذية، في مشهد يلخص حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة. كما أفاد مجمع ناصر الطبي بخانيونس باستقبال شهداء وجرحى من طالبي المساعدات الذين استهدفتهم قوات الاحتلال شمال رفح.

استهداف المنازل والمرافق

لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن تدمير البنية التحتية في غزة. فقد قصفت طائرات الاحتلال منازل في مناطق متفرقة مثل أرض الشنطي شمال غزة، بير النعجة شمال القطاع، ومنطقة الصفطاوي. كما فجّرت قوات الاحتلال 4 روبوتات مفخخة لهدم منازل في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.

إلى جانب ذلك، واصل الاحتلال استهداف المساجد والمؤسسات التعليمية. ووفق إحصائيات حكومية، دمّر الاحتلال أكثر من 149 مدرسة وجامعة بشكل كامل، إضافة إلى تدمير 828 مسجدًا كليًا و167 جزئيًا، فضلاً عن استهداف مقابر ومراكز إيواء.

الإبادة بالأرقام

بحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة العدوان المستمر منذ أكتوبر 2023 إلى 63,371 شهيدًا و159,835 إصابة، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض. وتشير الأرقام إلى أن الاحتلال ارتكب أكثر من 15 ألف مجزرة، وأباد نحو 2500 عائلة فلسطينية بشكل كامل من السجل المدني.

ومن بين الشهداء، 19 ألف طفل و14,500 امرأة، ما يعكس استهداف الاحتلال المباشر للفئات الهشة. كما استشهد 1,590 من الطواقم الطبية و245 صحفيًا و123 من عناصر الدفاع المدني، في محاولات ممنهجة لطمس الحقيقة ومنع إنقاذ الضحايا.

تدمير ممنهج وخسائر فادحة

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أن أكثر من 88% من مباني القطاع دُمّرت كليًا أو جزئيًا، بخسائر مادية تجاوزت 62 مليار دولار. كما تسيطر قوات الاحتلال على 77% من مساحة القطاع عبر الاجتياح والتهجير، في وقت يعيش فيه ملايين الفلسطينيين في خيام مؤقتة وسط ظروف إنسانية كارثية.

دعم أمريكي وصمت دولي

تواصل الولايات المتحدة دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا في حربها على غزة، وسط عجز المنظمات الدولية عن فرض هدنة أو فتح معابر إنسانية لإدخال الغذاء والدواء. ويصف مراقبون هذه المرحلة بأنها الأسوأ إنسانيًا منذ عقود، حيث تحولت نقاط توزيع المساعدات إلى "مصائد موت" برعاية أمريكية - إسرائيلية مشتركة.

يدخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ695 في ظل مجازر يومية، مجاعة قاتلة، نزوح قسري، وتدمير شامل للبنية التحتية، فيما يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف هذه الحرب التي باتت تُوصَف بأنها إبادة جماعية مكتملة الأركان. وبينما تستمر الطائرات والصواريخ في حصد الأرواح، يواجه أكثر من مليوني إنسان مصيرًا غامضًا في قطاع محاصر، وسط سؤال كبير: إلى متى سيظل العالم يتفرج على هذه المأساة؟

التعليقات (0)