-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
أمريكا تحاكي نموذج الصين: كيف ألهم صعود بكين ترامب و"تيار ماجا"؟
أمريكا تحاكي نموذج الصين: كيف ألهم صعود بكين ترامب و"تيار ماجا"؟
-
2 يوليو 2025, 1:06:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
طرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية سؤالًا لافتًا: هل بدأت الولايات المتحدة تتعلم من الصين، تلك التي أصبحت منافسًا اقتصاديًا وتكنولوجيًا صلبًا، دون أن تتنازل عن هويتها السياسية ونظامها الحزبي الصارم؟
في مقال تحليلي، يستعرض الكاتب سامي هاركام مسار الصين في العقود الماضية، حين سعت إلى محاكاة النموذج الغربي، خصوصًا الأمريكي، في ريادة الأعمال، الاستهلاك، والاندماج في الاقتصاد العالمي، لكن مع احتفاظها الصارم بهويتها كدولة يقودها الحزب الشيوعي ويتدخل في أدق تفاصيل الاقتصاد والمجتمع. هذه الاستراتيجية، برأي هاركام، حققت للصين "نجاحًا باهرًا"، إذ قفزت إلى مصاف القوى الصناعية والتكنولوجية، ونمت طبقتها المتوسطة بشكل كبير.
غير أن هاركام يلفت إلى ما يراه مفارقة مثيرة: في المقابل، بدأت الولايات المتحدة، خاصة في عهد دونالد ترامب وتيار "ماجا" (اجعل أمريكا عظيمة مجددًا)، في تقليد بعض سمات هذا النموذج الصيني الذي كانت تنتقده دومًا.
أمريكا و"ماجا": محاكاة عكسية
يشرح الكاتب أن تيار ترامب تبنى شعارات وسياسات تعكس بوضوح بعض ملامح التجربة الصينية: تأكيد قومي شديد، والدعوة لإحياء التصنيع المحلي، والسياسات المتشددة ضد الهجرة. كما يلفت إلى رغبة الطرفين في فرض أدوار جندرية تقليدية وضمان خضوع الأقليات العرقية للأكثرية.
هاركام يرى أيضًا تشابهًا في توظيف الاقتصاد كسلاح: فكما تستخدم بكين اقتصادها للضغط على شركائها عبر عقوبات تجارية انتقامية، مارست إدارة ترامب الأسلوب ذاته من خلال رسوم جمركية وإجراءات تجارية عقابية بحق حلفائها وخصومها على السواء.
إعجاب مشوب بالنقد
ورغم هذه الانتقادات، لا يخفي هاركام إعجابه بجوانب من التجربة الصينية. فهو يثني على السياسات الصناعية الطموحة، والاستثمار الضخم في البنية التحتية، والتحول إلى الطاقة المتجددة، والمدن عالية التقنية، والإنفاق السخي على التعليم والتكنولوجيا.
ويشدد على أن سر النجاح الصيني لم يكن مجرد غياب الديمقراطية، بل في وجود رؤية استراتيجية طويلة المدى، وإجماع وطني يتجاوز الانقسامات. وهو يرى أن هذه العناصر بالذات هي ما يجب أن تستفيد منه الولايات المتحدة، إذا أرادت مواجهة تحديات المستقبل.
دروس مطلوبة.. لا استنساخ
مع ذلك، يحذر هاركام من أن تقليد الجوانب السلطوية في النموذج الصيني قد يقوض القيم الأمريكية. فهو ينتقد بشدة ما يعتبره ميلاً في إدارة ترامب إلى تقليل التمويل المخصص للخدمات العامة، والبنية التحتية، والتعليم، والطاقة النظيفة، فضلًا عن تأجيج الانقسامات السياسية بدلًا من معالجتها.
ويختم الكاتب بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تستطيع بلا شك أن تتعلم من نجاحات الصين، لكنها بحاجة إلى فعل ذلك بطريقة تحترم دستورها وقيمها الديمقراطية، وألّا تنساق وراء استنساخ نموذج استبدادي يخالف مبادئها الجوهرية.








