-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
أطفال غزة.. حين تصبح الطفولة مشروع نجاة لا حياة
مساعدات تتحوّل إلى مصائد موت
أطفال غزة.. حين تصبح الطفولة مشروع نجاة لا حياة
-
16 يونيو 2025, 12:28:39 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
العمل القسري بديل المدرسة.. والنجاة هدف لا حلم
في غزة، لم تعد الطفولة تعني لعبًا وضحكًا وحقائب مدرسية، بل باتت تعني آلة فرم صدئة، عربة متهالكة، أو بسطة من بسكويت رخيص. هؤلاء الأطفال لا "يعيشون" طفولتهم، بل "ينجون" منها، وسط جحيم فرضته حرب إبادة إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
على أرصفة خان يونس، قرب مراكز الإيواء، يدير صبية لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات آلات فرم الحمص، فيما آخرون يبيعون المياه والخبز وملابس مستعملة، ووجوههم الغائرة تنطق بجوع لا يُشبع. الطفلة حبيبة، ذات الثماني سنوات، تقول بمرارة: "أبيع بسكويت لنشتري الطحين.. الحرب أخذت كل شيء".
18 ألف شهيد من الأطفال.. وملايين الأرواح المكسورة
بحسب "اليونيسف"، استُشهد أكثر من 18 ألف طفل في غزة منذ بدء العدوان، وأصيب عشرات الآلاف، بعضهم ببتر دائم. كما يعاني 80% من أطفال غزة من اضطرابات نفسية حادة، أبرزها القلق والفقدان والخوف، وفق تقارير "أوتشا".
الطفل يامن القرا، يجلس على قطعة قماش مهترئة يبيع عليها ملابس مستعملة، يقول بصوت هادئ: "اشتقت لمدرستي، لحقيبتي، لضحكة أخي".
مساعدات تتحوّل إلى مصائد موت
ومنذ 27 مايو/أيار الماضي، تحوّلت المساعدات في غزة من طوق نجاة إلى فخاخ موت. فقد استشهد 224 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 1800 آخرين، جراء استهداف نقاط توزيع الغذاء التي تُدار بما يُعرف بـ"الآلية الأميركية الإسرائيلية"، وفقًا لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي.
وفي مشهد يعكس بشاعة الواقع، قالت الطفلة منة الشنباري، وهي تبيع الخبز بصوت موجع: "يلا الخبز!"، كأنها تصرخ من أجل الحياة، لا الزبائن.
"ألعاب الجوع" بنسخة واقعية في غزة
وصف المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، هذه السياسات بأنها "ألعاب الجوع"، في إشارة إلى الفيلم الشهير، معتبرًا أن آلية توزيع المساعدات الأميركية تعمّق المعاناة بدلًا من تخفيفها.
وتُقدّر الأمم المتحدة حاجة غزة بنحو 500 شاحنة مساعدات يوميًا، وسط نقص كارثي في المياه والغذاء والرعاية الصحية. فيما يعيش مليون طفل في فقر مدقع بلا تعليم ولا مأوى ولا دواء.
في اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال: غزة تُدفن تحت الركام
في يوم يُفترض أن تحتفل فيه البشرية بمناهضة عمالة الأطفال (12 يونيو)، يُدفن هذا الشعار في ركام غزة. إذ تشير التقديرات الحقوقية إلى أن 88% من المنازل دُمّرت كليًا أو جزئيًا، وكل طفل فقد منزله أو مدرسته أو أحد أفراد أسرته.
إنهم لا يعرفون الأعياد، ولا يحتفلون بها، بل يُذبحون تارة بالصواريخ، وأخرى بالجوع، وثالثة بصمت العالم.









