-
℃ 11 تركيا
-
7 سبتمبر 2025
أسطول الصمود ينطلق من برشلونة لكسر الحصار عن غزة وسط تهديدات إسرائيلية
هدف إنساني ورسالة تضامنية
أسطول الصمود ينطلق من برشلونة لكسر الحصار عن غزة وسط تهديدات إسرائيلية
-
1 سبتمبر 2025, 2:35:14 م
-
443
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أسطول الصمود
محمد خميس
في خطوة جديدة تسعى إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عامًا، أعلنت متحدثة باسم أسطول الصمود أن السفن المشاركة في الحملة توقفت بشكل مؤقت بعد انطلاقها من مدينة برشلونة الإسبانية، نتيجة سوء الأحوال الجوية وشدة الرياح، مؤكدة أن الرحلة ستُستأنف خلال وقت قصير، حيث يخطط الأسطول لمغادرة الميناء باتجاه غزة في غضون الساعة المقبلة.
توقف مؤقت بسبب الطقس
المتحدثة أوضحت أن التوقف المؤقت جاء نتيجة الظروف الجوية غير الملائمة، مشددة على أن طاقم السفن مصمم على استكمال المسار نحو غزة فور تحسن الطقس. وقالت: "نحن مستعدون لمواجهة التحديات الطبيعية، لكن هدفنا الإنساني أكبر من أي عقبات". وأضافت أن الفريق المنظم يتعامل مع كل تفاصيل الرحلة بحذر واحترافية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان إلى وجهتها.
تهديدات إسرائيلية ومخاطر الرحلة
وحول التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى الأسطول، أكدت المتحدثة أن المنظمين يأخذون هذه التهديدات على محمل الجد، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الخطر الذي قد يواجهه النشطاء والمتضامنون جزء بسيط من المخاطر اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة تحت الحصار والقصف. وشددت على أن هدف المشاركين في الأسطول هو تسليط الضوء على المعاناة المستمرة ولفت أنظار العالم إلى الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
مساعدات إنسانية على متن السفن
وكشفت المتحدثة أن الأسطول لا يحمل أي معدات عسكرية أو أدوات استفزازية، بل مساعدات إنسانية بحتة تشمل حليب الأطفال، الأغذية، والمواد الأساسية التي يفتقدها سكان غزة. وأكدت أن الرسالة الأساسية للأسطول هي إنسانية قبل أن تكون سياسية، حيث يسعى القائمون عليه إلى فتح ممرات إنسانية تسمح بإيصال المساعدات بشكل منتظم إلى المدنيين، بعيدًا عن قيود الاحتلال والحصار.
هدف إنساني ورسالة تضامنية
المنظمون شددوا على أن الرحلة لا تستهدف التصعيد أو المواجهة، بل تهدف إلى كسر الحصار الظالم المفروض على غزة منذ عام 2007، وإيصال رسالة تضامن من المجتمع الدولي إلى الشعب الفلسطيني. وأوضحوا أن مشاركة متضامنين من جنسيات مختلفة، بينهم أوروبيون وآسيويون وأمريكيون لاتينيون، تعكس البعد الإنساني العالمي للقضية الفلسطينية، حيث يرى هؤلاء النشطاء أن واجبهم الأخلاقي يحتم عليهم الوقوف إلى جانب الفلسطينيين المحاصرين.
تاريخ أساطيل كسر الحصار
يُذكر أن محاولات كسر الحصار البحري عن غزة ليست جديدة، فقد سبق أن انطلقت عدة قوافل بحرية خلال العقدين الماضيين، من أبرزها أسطول الحرية عام 2010 الذي تعرض لهجوم دموي من القوات الإسرائيلية وأدى إلى مقتل عشرة ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة". ومنذ ذلك الحين، تحاول منظمات دولية مختلفة إعادة تكرار التجربة، رغم المخاطر الكبيرة التي تهدد المشاركين فيها.
موقف إسرائيل من الأسطول
إسرائيل عادة ما تعتبر مثل هذه التحركات تهديدًا أمنيًا، وتقوم باعتراض السفن ومنعها من الوصول إلى سواحل غزة. وقد وجهت في الأيام الأخيرة تحذيرات شديدة للقائمين على أسطول الصمود، مؤكدة أنها ستمنع أي محاولة لاختراق الحصار البحري. لكن هذه التهديدات لم تردع النشطاء، الذين يرون أن أي مواجهة محتملة ستزيد من زخم الحملة الإعلامية والضغط الدولي على إسرائيل.
دعم شعبي ورسمي واسع
على الجانب الآخر، يحظى الأسطول بتأييد شعبي ورسمي واسع من قبل جمعيات حقوقية وإنسانية حول العالم، حيث اعتبرت هذه المنظمات أن المشاركة في هذه المبادرة تمثل واجبًا إنسانيًا تجاه غزة التي تواجه كارثة إنسانية نتيجة الحرب المستمرة ونقص الغذاء والدواء. كما دعا ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى التضامن مع الحملة عبر إطلاق وسم "#أسطول_الصمود" لتسليط الضوء على أهمية التحرك الدولي لكسر الحصار.
أهمية فتح ممر إنساني منتظم
المتحدثة باسم الأسطول شددت على أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو فتح ممر إنساني بحري آمن يسمح بإيصال المساعدات إلى غزة بشكل دوري، بعيدًا عن العراقيل السياسية والقيود الأمنية التي تفرضها إسرائيل على المعابر البرية. وأوضحت أن استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات عبر الطرق التقليدية يجعل من البحر الخيار الوحيد لإنقاذ مئات آلاف المدنيين المهددين بالمجاعة والأوبئة.
تحديات قانونية وسياسية
من الناحية القانونية، يعتبر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة موضع جدل واسع في الأوساط الحقوقية الدولية، حيث وصفته منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية بأنه شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يتعارض مع القانون الدولي الإنساني. لذلك، يرى القائمون على أسطول الصمود أن حركتهم لا تحمل أي مخالفة قانونية، بل هي مبادرة شرعية للدفاع عن حقوق الإنسان وتخفيف المعاناة عن المدنيين.
رسالة أمل لغزة والعالم
يواصل أسطول الصمود رحلته رغم كل التحديات، حاملاً معه الأمل لأهالي غزة الذين يعانون من حصار خانق وظروف معيشية قاسية. ورغم المخاطر والتهديدات، يصر المشاركون في الحملة على المضي قدمًا لتحقيق هدفهم الإنساني، مؤكدين أن صوت التضامن العالمي أقوى من أي حصار، وأن الطريق نحو الحرية والعدالة يبدأ بخطوات صغيرة لكنها مؤثرة، مثل رحلة هذا الأسطول.









