سلبها الاحتلال فلذات كبدها

آلاء النجار.. صدمة الأم التي وجدت أطفالها التسعة جثثاً أمام عينيها

profile
  • clock 24 مايو 2025, 11:36:16 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتبت: شيماء مصطفى

في مشهد مؤلم يكاد لا يُصدّق، فُجعت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، اختصاصية الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، بوصول جثامين 9 من أطفالها إلى المستشفى الذي تعمل فيه، إثر قصف صهيوني دمّر منزلها في منطقة قيزان النجار بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

القصف وقع بينما كانت آلاء قد غادرت المنزل برفقة زوجها الطبيب حمدي النجار، الذي أعادها إلى عملها في المستشفى، قبل أن يعود إلى المنزل حيث لقي أطفالهما مصرعهم بعد دقائق من مغادرتها.

أشلاء أطفال.. ودموع أم

انهارت الطبيبة آلاء النجار عندما فوجئت بجثامين أطفالها يصلون تباعًا إلى قسم الطوارئ، الذي تعرفه جيدًا بحكم عملها. لم تكن تدري أن نداءات الإسعاف في ذلك الصباح كانت تنقل لها العالم كله وهو يتهاوى.

الضحايا كانوا أبناءها: يحيى، وركان، ورسلان، وجبران، وإيف، وريفان، وسيدين، ولقمان، وسيدرا، جميعهم تتراوح أعمارهم بين عامين واثني عشر عامًا، حُرقت أجسادهم بالكامل تحت أنقاض منزلهم، فيما نجا الطفل العاشر، آدم، لكنه يرقد الآن في العناية المركزة بجانب والده المصاب بجروح خطيرة.

بيت إلى رماد.. والعالم أخرس

أكدت فرق الدفاع المدني أن الغارة الصهيونية دمرت المنزل بشكل كامل، وتسببت في حريق هائل، أتى على كل شيء، بما في ذلك أحلام الطفولة وصوت الضحك في البيت.

مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، وصف الحادثة بأنها "فصل جديد من الاستهداف الممنهج للكادر الطبي وأسرهم"، مضيفًا أن "الكلمات لا تكفي لوصف الألم"، وأن "الاحتلال لا يكتفي باستهداف المستشفيات، بل يُمعن في قتل من يخدمون فيها".

صدمة على الأرض.. وغضب في الفضاء الرقمي

ما إن تناقلت وسائل الإعلام نبأ المجزرة، حتى ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالغضب والذهول. اعتبر ناشطون ومغردون أن ما جرى للطبيبة آلاء النجار وأسرتها هو حلقة مروعة جديدة في سلسلة من الجرائم التي ترتكب في غزة بحق المدنيين، وسط صمت دولي مطبق وعجز أممي متواصل.

حرب بلا قلب.. والضحايا بلا حساب

منذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الاحتلال، بدعم أميركي مطلق، حرب إبادة على قطاع غزة خلّفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من المهجرين قسراً.

حادثة الطبيبة آلاء النجار ليست مجرد مأساة شخصية، بل هي عنوان لمعاناة جماعية، وتجسيد مروّع لعالم فقد إنسانيته، وترك غزة وحدها تواجه الموت، بيتًا بيتًا، وطفلًا تلو طفل.

التعليقات (0)