تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهد مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة ليلة دامية بعد سلسلة من الغارات العنيفة التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى وقوع دمار واسع في البنية التحتية والمنازل السكنية، إضافة إلى سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح. وأعادت هذه الغارات مشاهد القصف العنيف التي عاشها القطاع منذ بدء العدوان المستمر منذ أشهر.

دمار هائل في المخيم

بحسب شهود عيان، استهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مناطق مكتظة بالسكان داخل المخيم، ما أدى إلى انهيار منازل فوق رؤوس ساكنيها. وانتشرت فرق الدفاع المدني في أزقة المخيم للبحث عن ناجين بين الركام، في وقت وُصفت فيه الإصابات بأنها خطيرة ومتعددة، مما ينذر بارتفاع أعداد الشهداء.

وأظهرت الصور الواردة من مكان القصف حجم الدمار الكبير الذي لحق بالطرق والمباني، حيث تحولت شوارع المخيم إلى ركام وحُفرت حفر ضخمة جراء قوة الانفجارات. كما انقطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن المنطقة، وسط صعوبات كبيرة في وصول سيارات الإسعاف بسبب كثافة الدمار.

استهداف متكرر لمناطق سكنية

يُعد مخيم الشاطئ من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في قطاع غزة، ويضم عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين. وعلى الرغم من ذلك، فإن طيران الاحتلال واصل استهدافه المتكرر لمناطق سكنية في المخيم خلال الأسابيع الأخيرة، ما اعتبرته منظمات حقوقية بمثابة جرائم حرب تستهدف المدنيين بصورة مباشرة.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن أغلب ضحايا القصف هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن المستشفيات الميدانية تواجه ضغطًا هائلًا في استقبال الجرحى بسبب النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية.

شهادات من قلب الحدث

قال أحد سكان المخيم في تصريح لوسائل الإعلام إن القصف وقع بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، مضيفًا أن "المنازل سويت بالأرض خلال ثوانٍ، ولم يستطع السكان الهروب أو الاحتماء". وأشار إلى أن عائلات كاملة لا تزال تحت الأنقاض حتى اللحظة، وأن أصوات الاستغاثة تُسمع من بعض المواقع المدمرة.

كما أكد الدفاع المدني أن طواقمه تواصل عمليات البحث والإنقاذ وسط ظروف بالغة الصعوبة نتيجة القصف المتكرر، والانهيارات الجزئية في المباني التي تهدد حياة فرق الإنقاذ.

ردود فعل محلية ودولية

أدانت فصائل فلسطينية الغارات العنيفة على مخيم الشاطئ، معتبرة أنها "تصعيد خطير" واستهداف متعمد للمدنيين العزل. وطالبت الفصائل المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق سكان غزة.

بدورها، عبرت منظمات إنسانية عن قلقها البالغ من تدهور الوضع في المخيم، مشيرة إلى أن المدنيين في غزة أصبحوا هدفًا مباشرًا للهجمات، في وقت يعانون فيه من نقص الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية.

السياق العام للتصعيد

تأتي هذه الغارات في إطار التصعيد المستمر الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر حتى الآن عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، إضافة إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين من منازلهم. ويؤكد مراقبون أن استهداف المخيمات الفلسطينية المكتظة يشير إلى محاولة الضغط على السكان وإجبارهم على النزوح القسري.