-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
“أطباء بلا حدود”: إسرائيل تستخدم المساعدات أداة للتهجير والتطهير العرقي في غزة
2.4 مليون فلسطيني على حافة المجاعة
“أطباء بلا حدود”: إسرائيل تستخدم المساعدات أداة للتهجير والتطهير العرقي في غزة
-
1 يونيو 2025, 2:37:43 م
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أن الطريقة التي يتم بها توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة باتت تشكل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين، مؤكدة أن البداية الكارثية لخطة توزيع المساعدات تكشف فشل ما تُسمى بـ"الخطة الأميركية–الإسرائيلية"، التي يتم تنفيذها خارج إشراف الأمم المتحدة، وتحت حماية عسكرية مباشرة من الاحتلال.
مجزرة رفح: "الإغاثة" تتحول إلى فخ دموي
جاء بيان المنظمة بعد ساعات من مجزرة دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، أثناء تجمع مواطنين للحصول على المساعدات من نقطة توزيع “مواصي رفح” جنوبي قطاع غزة. وأسفرت المجزرة عن استشهاد أكثر من 30 مواطنًا وإصابة 150 آخرين بجروح متفاوتة، ما يعكس خطورة المخطط الجديد الذي بات يستخدم الجوع كسلاح وأداة إبادة.
خطة مميتة: توزيع المساعدات في مناطق القتل
وأشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن الاحتلال يتبع نهجًا ممنهجًا في توجيه المساعدات إلى مناطق محددة يتم حشد المدنيين فيها عمدًا، دون ضمانات حماية، ليتحول موقع التوزيع إلى ساحة قتل مفتوحة. وأضافت المنظمة أن إسرائيل تفرض معاملة لا إنسانية منذ أكثر من 19 شهرًا، وتواصل إحكام قبضتها على النظام الإنساني في القطاع، في ظل حصار خانق وتقييد شبه تام لدخول شاحنات الإغاثة.
استغلال المساعدات كسلاح.. واتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
وشدّدت المنظمة على أن استغلال المساعدات الإنسانية كسلاح في الحرب قد يشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي. كما اعتبرت أن ما يجري في غزة يمثل استخدامًا منظمًا للجوع والقتل الميداني لفرض واقع ديموغرافي جديد، في إطار استراتيجية تهجير قسري وتطهير عرقي.
شهود عيان: إطلاق نار مباشر ومشاركة مرتزقة
وفي تطور لافت، أكد شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على المدنيين في موقع المساعدات غرب رفح باستخدام طائرات مسيّرة صغيرة من نوع "كواد كابتر"، بالتزامن مع مشاركة عناصر أمنية تابعة لشركة أميركية تعمل ضمن الفريق المسؤول عن تأمين التوزيع. وأكد الشهود أن هؤلاء العناصر كانوا يرتدون زيًا أمنيًا مموهًا، ما يكشف تورطًا مباشرًا من جانب الولايات المتحدة ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضًا عبر الشراكة الميدانية.
الخطة الأميركية–الإسرائيلية: آلية مفخخة ومرفوضة دوليًا
وفي هذا السياق، بدأت إسرائيل منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ "خطة توزيع مساعدات إنسانية" عبر مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة من تل أبيب وواشنطن، إلا أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية رفضت التعامل معها، معتبرة أن هذه الخطة تقصي الهيئات الأممية وتغيب المعايير الإنسانية. كما أن توزيع المساعدات يجري في مناطق تُصنّف كمناطق عازلة جنوب غزة، في ظل ضعف الحماية وشح الكميات المقدمة، ما أدى إلى توقف متكرر لعمليات التوزيع نتيجة التدافع، ووقوع إصابات وقتلى.
2.4 مليون فلسطيني على حافة المجاعة
وفق تقارير أممية ومعلومات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إسرائيل دفعت أكثر من 2.4 مليون فلسطيني إلى حافة المجاعة عبر إغلاق المعابر لأكثر من 90 يومًا، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية، واستخدام التجويع كسلاح جماعي. وتُعد هذه الممارسات امتدادًا لسياسة ممنهجة تُنفذ منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلف أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
أمام هذا الواقع الإنساني الكارثي، تبدو الحاجة إلى تحرك دولي عاجل ضرورية أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط لإنهاء العدوان ورفع الحصار، بل أيضًا لإعادة الاعتبار للمنظومة الأممية في توزيع المساعدات، ووقف استخدام الغذاء كأداة في الحرب الجارية.










