ويتكوف ينكر المجاعة ويخاطب عائلات الأسرى: لا نصر بدون إعادتهم.. ولا مجاعة في غزة!

profile
  • clock 2 أغسطس 2025, 11:07:56 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في موقف يعكس الانحياز الأمريكي الصارخ للرواية الإسرائيلية، أنكر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وجود مجاعة في غزة، متجاهلًا مئات التقارير الدولية ومشاهد الأطفال الجوعى التي تُبث على الهواء مباشرة، ليُركّز بدلاً من ذلك على قضية بضع أسرى إسرائيليين، ويتحدث كما لو أن المعاناة الوحيدة في المنطقة هي معاناة عائلاتهم.

وجاءت تصريحات ويتكوف، اليوم، من قلب "ساحة الأسرى" في تل أبيب، حيث تتواصل احتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين، في محاولة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، ووقف الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

إنكار أمريكي فجّ للمجاعة والقتل الجماعي

ورغم أن وكالات أممية وصحف كبرى مثل NBC تحدثت هذا الأسبوع عن خطر الموت الجماعي جوعًا في غزة، مشيرة إلى أن "الوقت قد فات بالفعل بالنسبة للكثيرين"، أصر ويتكوف على النفي قائلًا:

"هناك صعوبة ونقص، لكن لا توجد مجاعة في غزة... وبعد أن نفنّد ما تدّعيه حماس حول المجاعة، سنتمكن من الاستمرار في المفاوضات".

ويأتي هذا التصريح رغم توثيق استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني أثناء انتظار المساعدات، غالبيتهم من الأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، بينما أكد برنامج الغذاء العالمي أن 2.1 مليون إنسان في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 900 ألف طفل يعانون الجوع، و70 ألفًا تظهر عليهم أعراض سوء التغذية.

ازدواجية أخلاقية فاقعة

في خطابه العاطفي لعائلات الأسرى، قال ويتكوف:

"يصعب عليّ النوم وأنا أفكر في قضيتكم... لا يوجد نصر بدون إعادة الجميع إلى البيت، كلكم أصبحتم جزءا من عائلتي".

لكن هذه العبارات لم تتطرق بأي شكل إلى عذابات أكثر من 2 مليون فلسطيني، بينهم مئات آلاف النازحين ومئات الأطفال تحت الأنقاض والجوع، نتيجة الحرب الإسرائيلية التي تُنفَّذ بدعم عسكري وسياسي كامل من الإدارة الأمريكية، وفق اعترافات رسمية إسرائيلية سابقة.

 

محاولة تطويع المفاوضات لتبرئة الاحتلال

تصريحات ويتكوف تعكس أيضًا محاولة واضحة لتطويع ملف المساعدات الإنسانية بما يخدم الرواية الإسرائيلية، حين قال:

"بعد أن نُفند مزاعم حماس حول المجاعة، يمكننا مواصلة المفاوضات لإنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى".

ما يعني أن واشنطن لا ترى في المجاعة والدمار والقتل الجماعي مشكلة في ذاتها، بل تعتبرها مجرد عنصر تفاوضي قد يُستغل للضغط على المقاومة لإتمام صفقة على المقاس الإسرائيلي.

إنهاء الحرب أم تكريسها؟

ورغم قوله إن "خطتنا ليست لتوسيع الحرب بل لإنهائها"، إلا أن الواقع الميداني يشي بعكس ذلك. فإسرائيل تواصل عملياتها العسكرية، وتمنع دخول المساعدات منذ مارس الماضي، بينما يُستخدم "صندوق غزة الإنساني" الأمريكي كوسيلة لفرض وقائع جديدة على الأرض، تُثير مخاوف الفلسطينيين من مخطط تهجير ممنهج خلف غطاء الإغاثة.

ازدواجية لا تخفى

بهذا الخطاب، تُظهر واشنطن بوضوح أنها تمنح الأولوية القصوى لحياة بضعة أسرى إسرائيليين، بينما تُقلّل من شأن إبادة موثقة تُبث على الهواء مباشرة في غزة، حيث يُذبح المدنيون جوعًا وقصفًا وترويعًا.

وبينما تصمت معظم الحكومات الغربية، وتكتفي بعض الأنظمة العربية بالتفرج، يواصل الفلسطينيون الصمود تحت النار والحصار، في مواجهة مشهد دولي لا يساوي بين إنسان وآخر، إلا حين يتعلق الأمر بدولة الاحتلال.

التعليقات (0)