ويتكوف في تل أبيب: مزاعم أمريكية بالرغبة في الحل.. ونتنياهو يواصل المراوغة

profile
  • clock 31 يوليو 2025, 1:30:00 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

وصل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، اليوم الخميس 31 يوليو 2025، إلى إسرائيل في زيارة وُصفت بـ"الحرجة"، بالتزامن مع استمرار تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة "حماس"، والتدهور غير المسبوق في الوضع الإنساني في قطاع غزة، جراء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة.

المفاوضات متعثرة.. ونتنياهو يتهرب

بحسب القناة "12" الإسرائيلية، من المقرر أن يلتقي ويتكوف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ظهر اليوم في مكتبه بالقدس الغربية، لبحث ملفين أساسيين: استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني المتدهور في القطاع. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من انسحاب إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة كانت تُجرى في قطر، نتيجة تصلّبها بشأن قضايا الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

في هذا السياق، أشارت القناة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعيش ما وصفته بـ"معضلة استراتيجية"، بين السير نحو صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، أو التوجه لتوسيع العمليات العسكرية وصولاً إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع.

الإبادة مستمرة رغم الضغوط الدولية

وتواصل إسرائيل حربها على غزة، في واحدة من أفظع حملات الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، وسط تجاهل كامل لأوامر المحكمة الدولية ونداءات منظمات الإغاثة العالمية. ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، أسفرت الحرب حتى الآن عن أكثر من 206 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة تفتك بالمدنيين، سقط ضحيتها عشرات الأطفال.

وفي آخر حصيلة لضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية، أعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء عن استشهاد 154 فلسطينيًا، بينهم 89 طفلًا، جراء إطلاق النار على جموع المدنيين الباحثين عن مساعدات غذائية.

ويتكوف يتفقد المساعدات.. و"القلق الأمريكي" يتحرك

أفادت القناة العبرية أن ويتكوف سيزور أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" الأمريكية داخل القطاع، لمعاينة الوضع الإنساني عن قرب، في ظل تفشي الجوع بشكل واسع. ووصفت القناة هذا الجانب من الزيارة بأنه مدفوع جزئياً بـ"الضغط الشعبي والسياسي المتصاعد داخل الولايات المتحدة".

ويؤكد الفلسطينيون أن مؤسسة "غزة الإنسانية"، التي بدأت عملياتها في مايو الماضي بدعم إسرائيلي مباشر، ليست سوى وسيلة لجمع السكان ودفعهم نحو التهجير القسري، تمهيدًا لإعادة احتلال غزة. وتشير الإحصائيات إلى أن هذه الآلية تسببت منذ انطلاقها في استشهاد 1239 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 8152 آخرين، نتيجة إطلاق الاحتلال النار على المدنيين خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات.

خيارات إسرائيل: صفقة أم تصعيد؟

تقول القناة الإسرائيلية إن تل أبيب "عند مفترق طرق حاسم"، وتواجه خيارين: إما انتهاز الفرصة الأخيرة للمفاوضات وإنجاز صفقة، أو الذهاب إلى تصعيد واسع "قد يدفع الحرب إلى أبعاد جديدة". وأشارت إلى أن ويتكوف يمتلك قدرة حقيقية على ممارسة ضغط حاسم في هذا السياق، وربما تكون هذه "محاولة أخيرة لوقف الديناميكية التصعيدية".

في موازاة ذلك، خرج عشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين في مظاهرة أمام مكتب نتنياهو بالقدس الغربية، مطالبين بإبرام صفقة عاجلة لاستعادة أبنائهم. ودعت أمهات الأسرى المبعوث الأمريكي إلى الضغط على نتنياهو، الذي يواصل – بحسب عائلاتهم – "المماطلة وتقديم شروط تعجيزية تهدف لإطالة أمد الحرب حفاظًا على بقائه السياسي".

حماس تكرر عرضها.. ونتنياهو يتهرّب

أعلنت حركة حماس مرارًا أنها مستعدة لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف العدوان وانسحاب الاحتلال والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن نتنياهو يضع شروطًا جديدة باستمرار، أبرزها نزع سلاح الفصائل وإعادة احتلال غزة، وهو ما تعتبره الحركة والعديد من المراقبين "ذريعة للتهرب من الاتفاق".

وتُقدّر إسرائيل أن عدد أسراها في غزة يبلغ 50 أسيرًا، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10,800 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، يعانون من ظروف احتجاز قاسية، أدت إلى استشهاد عدد منهم، وفق تقارير حقوقية.

الاحتلال مستمر.. والدبلوماسية تتحرك

وتستمر إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية وأجزاء من سوريا ولبنان منذ عقود، بينما ترفض الانسحاب أو القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية. وفي الوقت الذي يُعلن فيه المجتمع الدولي دعمه لحل الدولتين، يُصرّ نتنياهو وتحالفه اليميني على نهج استيطاني وعدواني يسعى لتكريس الاحتلال، حتى على حساب شركائه في الحكومة أو المجتمع الدولي.

زيارة ويتكوف قد تمثل محاولة أمريكية جديدة لحفظ ماء الوجه وسط أزمة أخلاقية دولية متفاقمة، لكنها تصطدم بجدار صلب من المزايدات السياسية داخل حكومة إسرائيل، التي تعتبر الحرب فرصة انتخابية واستراتيجية للنجاة السياسية لا أكثر.

التعليقات (0)