تكبير الخط تصغير الخط

في خطوة دبلوماسية بارزة، ألقى وزير خارجية إندونيسيا، ريتنو سوجيونو، كلمة قوية أمام محكمة العدل الدولية، شدد فيها على أهمية دور المحكمة في توجيه الجمعية العامة للأمم المتحدة نحو حماية حقوق الشعب الفلسطيني، في ظل الجرائم والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

دعوة إلى احترام القانون الدولي

أكد سوجيونو أن طلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات "إسرائيل" القانونية ليس فقط مشروعًا، بل يمثل مسؤولية أخلاقية وقانونية يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وأوضح أن على "إسرائيل" الالتزام التام بالقانون الدولي والاعتراف بدور المنظمات الأممية، خاصة وكالة "الأونروا"، التي يجب احترام حصانتها وحصانة موظفيها العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مطالبة بتقديم الإغاثة ووقف العدوان

وفي سياق حديثه، دعا وزير الخارجية الإندونيسي سلطات الاحتلال إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتوفير الخدمات الأساسية للفلسطينيين، بما في ذلك المساعدات الإنسانية العاجلة، ووقف الهجمات والأعمال العدائية المستمرة ضد السكان المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات

وشدد سوجيونو على أن حقوق الإنسان لا تسقط خلال الحروب والنزاعات المسلحة، بل تزداد الحاجة إلى حمايتها. ورفض الوزير بشكل قاطع التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالمواثيق الدولية التي تكفل إدخال المساعدات الإنسانية دون شروط أو تأخير.

اتهام مباشر بعدم التعاون مع المجتمع الدولي

لم يكتفِ الوزير الإندونيسي بالمناشدات، بل اتهم "إسرائيل" صراحة بعدم التعاون مع الهيئات الدولية، وتجاهل القوانين الإنسانية الدولية، مما ساهم في ما وصفه بـ"أسوأ كارثة إنسانية يشهدها القرن الحالي". كما شدد على ضرورة التعاون الكامل مع الوكالات الأممية لضمان تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين بشكل عاجل.

رفض للعقوبات الجماعية وحصار غزة

وفي ختام كلمته، أشار سوجيونو إلى أن العقوبات الجماعية ممنوعة بشكل صريح في القانون الدولي، في إشارة إلى الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث يتم معاقبة الشعب الفلسطيني بأكمله دون تمييز، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، واعتداء مباشر على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

سياق الجلسات الدولية وموقف المجتمع الدولي

يُذكر أن محكمة العدل الدولية افتتحت، في 28 أبريل 2025، أسبوعًا من الجلسات المخصصة لمراجعة التزامات "إسرائيل" الإنسانية تجاه الفلسطينيين، في ظل الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من خمسين يومًا. وتستمر المرافعات حتى 2 مايو، بمشاركة 44 دولة و4 منظمات دولية أعربت عن نيتها تقديم مداخلات قانونية أمام المحكمة.

العدوان المستمر والدعم الغربي

وفي خلفية هذه التحركات الدولية، تواصل إسرائيل عدوانها وحصارها لقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. وقد استأنفت إسرائيل هجماتها على غزة في 18 مارس 2025، بعد هدنة هشة خُرقت بشكل ممنهج منذ دخولها حيز التنفيذ في يناير الماضي، وسط دعم أميركي وأوروبي واضح.