تكبير الخط تصغير الخط

في استمرار لجلسات محكمة العدل الدولية التي تبحث في التزامات "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين، ألقى ممثل الوفد الروسي كلمة نارية، وجه فيها اتهامات واضحة للاحتلال الإسرائيلي بمفاقمة الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية، وبارتكاب انتهاكات جسيمة بحق وكالة الأونروا وموظفيها.

دمار شامل وجوع في غزة والضفة الغربية

أكد ممثل روسيا أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، مشيرًا إلى أن المستشفيات دمرت بالكامل، بينما يعاني الفلسطينيون من الجوع والملاحقة اليومية سواء في غزة أو في الضفة الغربية المحتلة. كما شدد على أن هذه الممارسات تتم بشكل منظم وبعيد عن أي اعتبارات إنسانية أو قانونية.

استهداف الأونروا انتهاك للقانون الدولي

وفي نقطة لافتة، اعتبر المتحدث الروسي أن الإجراءات الإسرائيلية ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وأضاف أن "الأونروا" تؤدي دورًا لا يمكن لأي جهة أخرى أن تقوم به في تأمين الحد الأدنى من احتياجات الشعب الفلسطيني، محذرًا من أن تقويض عملها يشكل سابقة خطيرة في تاريخ الأمم المتحدة.

تحذير من تشريع "الكنيست" بوقف عمل الأونروا

تابع ممثل الوفد الروسي تحذيراته بالقول إن تشريع "الكنيست" الإسرائيلي لوقف عمل الأونروا سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في الأراضي المحتلة. وأشار إلى أن تجريم عمل موظفي الوكالة يتعارض تمامًا مع المواثيق الدولية، ويهدد بإعاقة أنشطة المنظمات الإنسانية مستقبلاً.

دعوة لإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود

وفي السياق ذاته، شدد على أن "إسرائيل"، بصفتها قوة احتلال، ملزمة قانونيًا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، لا سيما قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق منذ أكثر من خمسين يومًا. كما دعا المجتمع الدولي إلى عدم الصمت إزاء الممارسات الإسرائيلية التي تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط.

خلفية الجلسات الدولية وتطورات العدوان

جدير بالذكر أن محكمة العدل الدولية افتتحت جلساتها يوم الاثنين 28 أبريل 2025، حيث خصصت أسبوعًا لمراجعة الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين. ويُشارك في هذه الجلسات 44 دولة و4 منظمات دولية، في خطوة تعكس القلق الدولي المتزايد من الانفلات الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

انتهاك الهدنة واستمرار الإبادة في غزة

وقد جاءت هذه الجلسات بعد استئناف الاحتلال عدوانه المكثف على قطاع غزة في 18 مارس 2025، بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير. ومنذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت "إسرائيل" جرائم إبادة جماعية بحق سكان القطاع، أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلًا عن فقدان أكثر من 14 ألف شخص.