تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد للطواقم الطبية، استُشهد مدير المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، الدكتور مروان السلطان، إلى جانب زوجته وخمسة من أطفاله، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزله في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، وفق ما أكدته مصادر طبية في مستشفى الشفاء ومصادر صحفية موثوقة.

وزارة الصحة: جريمة بشعة بحق "رمز من رموز التفاني الطبي"

نعت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان رسمي، الدكتور السلطان، واصفة إياه بـ"شهيد الواجب الإنساني والطبي"، مؤكدة أن استشهاده هو "جريمة بشعة تُظهر الإصرار الإسرائيلي على استهداف الطواقم الطبية بشكل مباشر وممنهج".

وأضافت الوزارة: "لقد فقدنا طبيبًا كان مثالًا للصمود والإخلاص في أحلك الظروف، والاعتداء عليه جريمة بحق الإنسانية ومخالفة فاضحة للقانون الدولي الإنساني".

صرخة قبل الاستشهاد: "لماذا يستهدفوننا؟"

وقبل استشهاده بأسابيع، كان الدكتور السلطان قد أطلق صرخة استغاثة عبر وسائل الإعلام، حذّر فيها من كارثة تلوح في أفق المستشفى الإندونيسي المحاصر، مشيرًا إلى أن الاحتلال كان يستهدف قسم العناية المركزة بشكل مباشر، ويقصف محيط المستشفى ويمنع الدخول أو الخروج منه.

وقال في إحدى تصريحاته المؤثرة: "المستشفيات تضم فقط المرضى والطواقم الطبية، فلماذا يستهدفنا الاحتلال؟"، داعيًا المؤسسات الحقوقية الدولية للتدخل العاجل لمنع انهيار النظام الصحي في غزة.

أكثر من 1400 شهيد في القطاع الطبي منذ بدء الإبادة

وفق بيانات وزارة الصحة، فإن عدد الشهداء في صفوف الطواقم الطبية منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023 بلغ أكثر من 1400 شهيد، بينهم أطباء، ممرضون، مسعفون، وسائقو إسعاف، قضى معظمهم أثناء أداء مهامهم الإنسانية.

كما وثّقت الوزارة اعتقال ما لا يقل عن 360 من العاملين الصحيين على يد قوات الاحتلال، بعضهم اعتُقل من داخل المستشفيات، دون محاكمة أو تمكينهم من حقوقهم القانونية، وسط تقارير عن تعذيب وانتهاكات جسيمة بحقهم.

جريمة جديدة ضمن سياق الإبادة الجماعية المستمرة

تأتي هذه الجريمة في سياق الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 191 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط دمار شامل ومجاعة خانقة.

رحيل الدكتور مروان السلطان يسلّط الضوء على خطورة استهداف الكوادر الطبية في غزة، وضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الجرائم ومنع انهيار ما تبقى من المنظومة الصحية في القطاع.