تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

طالبت 169 منظمة إغاثية دولية، في بيان مشترك صدر مساء الثلاثاء، بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تتولاها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" – وهي جهة إسرائيلية-أميركية مثيرة للجدل تدير الإغاثة في قطاع غزة منذ أواخر أيار/مايو الماضي، بعد إقصاء الوكالات الأممية التقليدية.

دعوات للعودة إلى إشراف الأمم المتحدة

ودعت المنظمات إلى إعادة العمل بآلية التوزيع السابقة التي كانت تشرف عليها الأمم المتحدة حتى مارس الماضي، مؤكدة أن الآلية الحالية "غير إنسانية وتشكل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين الفلسطينيين"، في ظل تحول مراكز التوزيع إلى مناطق قتال ونقاط تفريغ ناري تحت حراسة عسكرية مشددة.

500 شهيد و4,000 جريح خلال أسابيع من "الإغاثة الخطرة"

أشار البيان إلى أن الفلسطينيين الجوعى يُجبرون على السير لساعات وسط مناطق ملتهبة للوصول إلى نقاط توزيع مغلقة ومحاطة بالأسلاك، حيث يتعرضون لإطلاق نار مباشر من جنود الاحتلال.

وبحسب الإحصائيات الموثقة، فقد استشهد أكثر من 500 فلسطيني وأُصيب نحو 4,000 آخرين خلال أقل من أربعة أسابيع فقط أثناء انتظارهم أو توجههم لاستلام المساعدات.

غياب الشفافية واتهامات بعدم الحياد

أكدت المنظمات أن "مؤسسة غزة الإنسانية" لا تحظى بثقة الوكالات الأممية أو المنظمات الدولية الكبرى، التي امتنعت عن التعاون معها بسبب:

شكوك حول حياديتها

خضوعها للأجندة العسكرية الإسرائيلية

غياب الشفافية حول مصادر تمويلها وآليات عملها

كما أشارت إلى أن المؤسسة باتت جزءًا من خطة تهدف إلى فرض الأمر الواقع عبر الإغاثة الخاضعة للهيمنة العسكرية، بدلًا من العمل الإنساني المستقل.

إبادة جماعية مستمرة وسط صمت دولي

تأتي هذه التطورات في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، ارتكاب إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت حتى الآن أكثر من 190 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط تدهور شامل في الوضع الإنساني ودمار واسع للبنية التحتية.