وزارة الخارجية الأمريكية تفصل أكثر من 1300 موظف في إطار إعادة هيكلة واسعة

profile
  • clock 12 يوليو 2025, 12:46:01 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
يحمل الناس لافتات أثناء تجمعهم للمشاركة في حفل توديع موظفي وزارة الخارجية في واشنطن العاصمة، في 11 يوليو. رويترز

بدأت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، بفصل أكثر من 1300 موظف في إطار عملية إعادة هيكلة جذرية للوكالة، وفقًا لما صرح به مسؤول في الوزارة.

وبحسب إشعار داخلي اطّلعت عليه شبكة CNN، فإن عمليات الفصل ستشمل 1107 موظفين من الخدمة المدنية و246 موظفًا من السلك الدبلوماسي في واشنطن العاصمة. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود إدارة ترامب الأوسع لخفض حجم الحكومة الفيدرالية.

قطاعات مستهدفة

يشمل الموظفون الذين تم فصلهم يوم الجمعة أولئك الذين عملوا في ملفات مثل مكافحة التطرف العنيف، ومساعدة الأفغان الذين فرّوا بعد سيطرة طالبان، وبرامج التبادل التعليمي، إلى جانب قضايا حقوق المرأة واللاجئين والتغير المناخي.

وبدأت عمليات إغلاق أو إعادة هيكلة مئات المكاتب والإدارات مع بدء تنفيذ خطة إعادة الهيكلة يوم الجمعة. صدرت إشعارات الفصل عبر البريد الإلكتروني بينما كان وزير الخارجية ماركو روبيو على متن طائرة عائدًا من رحلة خارجية إلى ماليزيا.

حجم التخفيضات

جاء في الإشعار الداخلي:

«ما يقرب من 3000 من أفراد القوى العاملة سيغادرون كجزء من عملية إعادة التنظيم».
وهذا الرقم يشمل من تم فصلهم ومن يغادرون طوعًا.

وداع مؤثر ورسائل احتجاج

في مقر الوزارة في واشنطن، ظهرت لافتات ورسائل دعم على الجدران تشكر الموظفين المفصولين على خدمتهم. كما شوهدت لافتات تحث الزملاء الباقين على «مقاومة الفاشية» و«تذكر القسم الذي أقسموه».

وفي نهاية اليوم، وقف الموظفون في ردهة المدخل وعلى الأرصفة خارج مبنى الوزارة ليصفقوا لزملائهم المغادرين. خرج المفصولون حاملين صناديقهم، بعضهم يبكي، وسط تصفيق مستمر من الزملاء وحشد متزايد من المتضامنين والمتظاهرين الذين نظموا تجمعًا لدعمهم.

شهادات مؤثرة

قالت أولغا باشبوش، وهي دبلوماسية مخضرمة تم فصلها يوم الجمعة:

«لم يتم تنفيذ هذه الإقالات بكرامة واحترام، لكنني غادرت وزارة الخارجية ورأسي مرفوع، إلى جانب زملائي من الخدمة المدنية والدبلوماسية».

وأضافت في حديثها لـCNN أنها خدمت دبلوماسية لمدة 20 عامًا، وكانت قد بدأت عملها في أكتوبر الماضي في مكتب بواشنطن يجري الآن إغلاقه.

وقالت باشبوش:

«من دون محترفي الدبلوماسية، سنعود إلى تلك الحروب الأبدية التي يقول الكونغرس والولايات المتحدة والرئيس إنهم لا يريدون خوضها. نحن هنا لنخدم ونحمي، وما زلت على استعداد للخدمة، وكذلك كل زملائي اليوم».

انتقادات حادة في تجمع احتجاجي

ندد مسؤولون سابقون في وزارة الخارجية ونواب ديمقراطيون، تحدثوا في التجمع، بهذه الإقالات. وقالوا إنها ستترك أثرًا سلبيًا في وقت حرج تتطلب فيه مهام الدبلوماسيين وخبراء الشؤون الخارجية أهمية قصوى، خاصة مع مساعي إدارة ترامب لإنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.

ووجهوا انتقادات حادة لإعادة الهيكلة الشاملة، التي تتضمن تغييرات واسعة للتركيز على أولويات إدارة ترامب مثل تقليص الهجرة إلى الولايات المتحدة والترويج لرؤية الإدارة للعالم، مع تقليل التركيز على حماية وتعزيز حقوق الإنسان حول العالم.

تبرير الإدارة الأمريكية

دافع مسؤولو إدارة ترامب عن هذه الخطوة، مؤكدين أن عملية إعادة التنظيم كانت ضرورية لجعل الوزارة «المترهلة» أكثر كفاءة ومتسقة مع أولويات الرئيس.

وجاء في إشعار الوزارة يوم الجمعة:

«في سياق إعادة الهيكلة التي أعلن عنها وزير الخارجية في 22 أبريل 2025، تعمل الوزارة على تبسيط العمليات المحلية للتركيز على الأولويات الدبلوماسية».

وأضاف الإشعار:

«تم تصميم تقليص أعداد الموظفين بعناية ليؤثر على الوظائف غير الأساسية، والمكاتب المتكررة أو الزائدة، وتلك التي يمكن تحقيق وفورات كبيرة من خلال مركزية أو دمج مهامها ومسؤولياتها».

تفاصيل إدارية حول الفصل

وفقًا للإشعار، فإن موظفي السلك الدبلوماسي الذين يتلقون إشعارات الفصل يوم الجمعة سيُمنحون إجازة إدارية لمدة 120 يومًا قبل إنهاء خدمتهم رسميًا. في المقابل، سيُمنح معظم موظفي الخدمة المدنية إجازة لمدة 60 يومًا قبل أن يدخل قرار فصلهم حيز التنفيذ.

وكان روبيو قد صرح، يوم الخميس، بأن عملية إعادة الهيكلة تُنفّذ «على الأرجح بأكثر الطرق المدروسة مقارنة بأي عملية مماثلة سابقة».

غموض حول التوفير المالي

عندما سُئل أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية عن تقدير لحجم الأموال التي ستُوفر من هذه الإقالات، لم يتمكن من تقديم رقم محدد، مكتفيًا بالقول إن طلب الميزانية للسنة المالية المقبلة «يعكس وفورات كبيرة».

وأوضح المسؤول أن خطة الفصل كانت تركز على «الوظائف التي يتم تنفيذها، وليس على الأفراد». وقال:

«إذا كانت هناك وظيفة معينة لم تعد متماشية مع ما ستقوم به الوزارة في المستقبل، فسيتم إلغاؤها. كان القرار محايدًا تجاه الأفراد».

تأثير على الدبلوماسيين في الداخل

تشمل الإقالات موظفين في الخدمة المدنية والسلك الدبلوماسي في واشنطن العاصمة. وغالبًا ما يكون موظفو السلك الدبلوماسي مدربين تدريبًا عاليًا ويتقنون لغات متعددة ويخدمون الولايات المتحدة في أنحاء العالم. وإذا كانوا يعملون في مكتب تم إلغاؤه في 29 مايو، وهو اليوم الذي وافق فيه روبيو على خطة إعادة التنظيم، فقد يكونون مشمولين بقرار الفصل.

وبحسب المسؤول في الوزارة، لا توجد خطط حاليًا لإجراء تخفيضات مماثلة في البعثات الدبلوماسية الخارجية.

انتقاد من جمعية السلك الدبلوماسي الأمريكي

قالت جمعية السلك الدبلوماسي الأمريكي في بيان يوم الجمعة:

«في أقل من ستة أشهر، فقدت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 20% من قوتها الدبلوماسية من خلال إغلاق مؤسسات واستقالات قسرية».

وأضاف البيان:

«كانت هناك آليات مؤسسية واضحة لمعالجة مسألة زيادة الموظفين، لو كان ذلك هو الهدف. لكن هذه الإقالات منفصلة عن الجدارة أو المهمة. إنها تستهدف الدبلوماسيين ليس بناءً على طريقة خدمتهم أو مهاراتهم، بل بناءً على أماكن تكليفهم. هذا ليس إصلاحًا».

وختمت الجمعية بالقول:

«نقف إلى جانب كل موظفي وزارة الخارجية، وإلى جانب كل أمريكي يفهم أن الدبلوماسية المهنية غير الحزبية ليست أمرًا يمكن الاستغناء عنه، بل هي ضرورة».

المصادر

سي إن إن

التعليقات (0)