تكبير الخط تصغير الخط

تراجعت الأسهم الأوروبية في تعاملات اليوم الجمعة، متأثرة بتصعيد جديد في الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أعلن عن توسيع نطاق الرسوم الجمركية لتشمل مزيدًا من الدول، من بينها كندا، ما زاد من حالة القلق في الأسواق العالمية.

وسجل مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي انخفاضًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 550.96 نقطة، رغم أنه ما يزال بصدد تحقيق مكاسب أسبوعية إجمالية. ولم يكن هذا التراجع محصورًا في مؤشر واحد، بل شهدت مؤشرات أوروبية رئيسة أخرى تراجعًا جماعيًا وسط مخاوف من تداعيات القرارات الأميركية على حركة التجارة العالمية وثقة المستثمرين.

خسائر قطاعية متفاوتة

وتكبدت القطاعات الأوروبية خسائر متفاوتة، إذ تراجع مؤشر السلع الشخصية والمنزلية بنسبة 1%، ما يعكس مخاوف المستهلكين من ارتفاع الأسعار وتباطؤ الطلب. كما هبطت أسهم الرعاية الصحية بنسبة 0.7%، في وقت زادت فيه الضبابية بشأن السياسات التجارية التي قد تؤثر في سلاسل التوريد والتكاليف التشغيلية.

في المقابل، خالف مؤشر قطاع الدفاع هذا الاتجاه ليسجل ارتفاعًا بنسبة 0.6%، وسط توقعات بأن تؤدي التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية إلى زيادة الإنفاق الحكومي على الأمن والدفاع في الدول الأوروبية.

ضغوط متزايدة على المحادثات التجارية

وجاء هذا التراجع في الأسواق بعد تصريحات للرئيس الأمريكي أمس الخميس، ألمح فيها إلى احتمال إخطار الاتحاد الأوروبي رسميًا اليوم بشأن معدلات جديدة للرسوم الجمركية، وهو ما زاد من المخاوف بشأن مستقبل المفاوضات التجارية بين الجانبين.

وتُطرح تساؤلات جادة حول مدى قدرة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على التوصل إلى تسوية تجارية تجنب الطرفين أضرار حرب تجارية شاملة، خاصة في ظل تصاعد الإجراءات الأميركية الأحادية.

إجراءات جمركية صارمة

وفي خطوة عدّها مراقبون تصعيدية، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 35% على جميع الواردات القادمة من كندا بدءًا من الأول من أغسطس المقبل. كما قرر فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة تتراوح بين 15% و20% على دول أخرى، مقارنة بالمعدل الأساسي الحالي البالغ 10%.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة خطوات تصعيدية شهدتها الأيام الماضية، إذ فرضت الإدارة الأميركية رسومًا جديدة على عدد من الدول، إلى جانب رسوم جمركية ضخمة بنسبة 50% على واردات النحاس، ما يزيد الضغوط التضخمية ويهدد سلاسل الإمداد العالمية.

مخاوف من تأثيرات طويلة المدى

ويرى محللون أن استمرار هذه السياسات التصعيدية قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في أسواق المال، ويضر بثقة المستثمرين ويهدد نمو الاقتصاد العالمي. كما قد يدفع الاتحاد الأوروبي ودولًا أخرى إلى اتخاذ إجراءات مضادة، ما ينذر بحرب تجارية أوسع نطاقًا ذات آثار سلبية على القطاعات الصناعية والزراعية والخدماتية في شتى أنحاء العالم.