-
℃ 11 تركيا
-
22 يونيو 2025
هل دمّرت واشنطن "فوردو" حقًا؟… تصريحات ترمب وسط صمت إيراني وغموض ميداني
هل دمّرت واشنطن "فوردو" حقًا؟… تصريحات ترمب وسط صمت إيراني وغموض ميداني
-
22 يونيو 2025, 12:42:58 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فجر الأحد بأن "موقع فوردو النووي انتهى"، جدلاً واسعاً وتساؤلات جدية حول مدى دقة هذه التصريحات، خصوصاً في ظل غياب أي تأكيد رسمي من إيران، وعدم ظهور مؤشرات ميدانية تُثبت وقوع ضربة بهذا الحجم لموقع يُعد من أكثر المنشآت النووية تحصيناً في العالم.
قاذفات B-2 ونقطة الغموض
وفق ما أوردته نيويورك تايمز، فقد أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية استخدام قاذفات B-2 الشبحية في ضرب منشآت نووية إيرانية، من بينها فوردو. وتُعرف هذه القاذفات بقدرتها على حمل قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، التي يبلغ وزن الواحدة منها 14 طناً وتُعد مصممة خصيصاً لاختراق الملاجئ النووية العميقة.
لكن غياب الأثر الميداني يعقّد الرواية الأميركية. فموقع فوردو يقع على بُعد 32 كيلومتراً فقط من مدينة قم الإيرانية المكتظة، ورغم هذه المسافة القريبة، لم تُرصد انفجارات ضخمة أو أعمدة دخان أو حركة إسعاف أو طوارئ، الأمر الذي يثير الشكوك حول ما إذا كان الهجوم قد وقع بالفعل، أو أنه كان محدود التأثير، أو حتى تم الترويج له لأغراض دعائية.
أين الصدى الشعبي أو الإعلامي؟
في هجمات بهذا المستوى، من المتوقع أن تخرج إيران ببيان رسمي، أو على الأقل تُسجل تحركات أمنية أو تسرّبات صحفية من داخل البلاد، وهو ما لم يحدث حتى الآن. كما أن السكان في مدينة قم – الأقرب إلى المنشأة – لم يبلغوا عن أي اهتزازات أو دوي انفجارات، رغم أن تدمير فوردو نظرياً يتطلب إسقاط عشر قنابل GBU-57 على الأقل، أي ما يعادل 140 ألف كيلوغرام من المتفجرات، وهو أمر يصعب أن يمر بصمت.
بين التهويل والتصعيد
تصريحات ترمب حول "النجاح الكامل" في تدمير منشآت نووية إيرانية – ومنها فوردو، نطنز، وأصفهان – تأتي في وقت حساس، بعد فشل قنوات الوساطة مع طهران، وانخراط واشنطن بشكل مباشر في حرب إيران–إسرائيل. لكنها تُطرح الآن على طاولة التشكيك، لا سيما أنها أُعلنت أولاً عبر منصة "تروث سوشيال"، بأسلوب حماسي لا يخلو من طابع استعراضي، دون إرفاق أدلة مصورة أو تأكيدات من أجهزة الاستخبارات.
صمت إيران: مناورة أم حذر؟
الصمت الإيراني حتى اللحظة قد يكون نابعاً من عدة احتمالات:
تكتّم مؤقت لدراسة الرد وتقييم الخسائر إن وُجدت فعلاً.
عدم وجود ضربة واسعة النطاق تستدعي رداً.
استخدام واشنطن لضربات محدودة التأثير لكنها ضخّمتها إعلامياً لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية.
النهاية المفتوحة
حتى تتضح الصورة من الجانب الإيراني أو تُظهر الأقمار الصناعية المستقلة ما يثبت أو ينفي التدمير الكامل لموقع فوردو، تبقى تصريحات ترمب في خانة الاستعراض أكثر من كونها تأكيداً عسكرياً موثوقاً.
فهل اختارت واشنطن فعلاً الدخول في مواجهة مباشرة أم أنها تراهن على وهم القوة لكسر إرادة طهران؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.






