-
℃ 11 تركيا
-
22 يونيو 2025
تل أبيب علمت مسبقاً بالهجمات.. تفاصيل العدوان الأمريكي على منشآت إيران النووية
تل أبيب علمت مسبقاً بالهجمات.. تفاصيل العدوان الأمريكي على منشآت إيران النووية
-
22 يونيو 2025, 12:21:10 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
شنت القوات الجوية الأمريكية، صباح الأحد بالتوقيت المحلي، ضربات جوية استهدفت منشآت نووية في إيران، شملت فوردو ونطنز وأصفهان، وفقًا لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تصعيد خطير في المنطقة
تشكل هذه الضربات تحولًا تاريخيًا في مسار التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث قررت واشنطن التدخل العسكري المباشر دعماً لإسرائيل في سعيها لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، بعد سنوات من تفادي هذا المسار لصالح الحلول الدبلوماسية.
وجاء الهجوم في الليلة التاسعة من الحرب المفتوحة بين إيران وإسرائيل، ما يفتح الباب أمام احتمال ردود إيرانية مباشرة ضد القواعد الأمريكية في المنطقة، ويضع القوات الأمريكية المنتشرة في العديد من الدول أمام مخاطر جديدة قد تتسع رقعتها.
التخطيط والتنسيق
وكشف باراك رافيد، مراسل موقع أكسيوس الأمريكي، أن ترامب اجتمع مساء السبت مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لاتخاذ القرار النهائي. وأكد مسؤول إسرائيلي أن الإدارة الأمريكية أبلغت تل أبيب مسبقًا بالعملية.
وكشفت مصادر أخرى أن الضربات نُفذت باستخدام قاذفات الشبح الأمريكية "B-2"، القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات تزن أكثر من 13 ألف كيلوغرام، وهو ما يعكس الطبيعة الدقيقة والاستراتيجية للهجوم، خصوصًا على منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض.
تصريحات ترامب
في منشور على منصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب:
"لقد أتممنا هجومًا ناجحًا للغاية على ثلاثة مواقع نووية في إيران، منها فوردو ونطنز وأصفهان. جميع الطائرات غادرت المجال الجوي الإيراني بنجاح."
وأضاف: “تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي، فوردو.”
وتابع: "لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم يمكنها تنفيذ مثل هذا الهجوم. الآن حان وقت السلام!"

من الدبلوماسية إلى الهجوم
جاءت هذه التطورات بعد أن وصلت الإدارة الأمريكية إلى قناعة، بحسب المصادر، بأن المسار الدبلوماسي مع طهران قد فشل. وكان ترامب قد صرح يوم الخميس بأنه سيتخذ قراره خلال أسبوعين، مُلوّحًا بإعطاء إيران "فرصتها الأخيرة" للتفاوض. لكن المؤشرات على الأرض، ومنها تحركات جوية واسعة لقاذفات B-2 فوق المحيط الهادئ يوم السبت، أشارت إلى أن الخيار العسكري بات مرجحًا.
وفي تصريح سابق، شكك ترامب في قدرة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو بشكل كامل بمفردها، قائلًا: "يمكنهم اختراق جزء بسيط منها، لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى الأعماق."
محاولات أخيرة لتجنب الحرب
وكشفت مصادر أن ترامب حاول في الأيام الأخيرة تفادي الدخول في مواجهة مباشرة من خلال وساطة تركية. إذ سعت واشنطن إلى عقد اجتماع سري مع مسؤولين إيرانيين في إسطنبول، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان من الممكن أن يحضره نائب الرئيس الأمريكي أو حتى ترامب نفسه.
لكن هذه المحاولة انهارت، بعد تعذر التواصل مع المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي كان متواريًا عن الأنظار خوفًا من اغتيال إسرائيلي. ومع رفض إيران الدخول في أي مفاوضات جديدة ما لم توقف إسرائيل هجماتها، وغياب أي مؤشرات على توافق محتمل، اختارت واشنطن الخيار العسكري الذي طالما حاولت تجنبه.
واقع جديد في الشرق الأوسط
يشكل هذا التصعيد الأميركي مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي، ويطرح تساؤلات خطيرة بشأن التداعيات المستقبلية، سواء على الاستقرار الإقليمي أو على أمن القوات الأمريكية المنتشرة في الخليج والعراق وسوريا. فبينما تعتبر واشنطن أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي هدف لا يمكن التراجع عنه، فإن الأسلوب المستخدم قد يفتح بابًا لردود أفعال عنيفة، ويُغرق المنطقة في فوضى يصعب احتواؤها.







