قراءة في الاستعدادات الأمريكية الميدانية

تحليل عسكري: استعدادات المواجهة الكبرى – إيران في مواجهة ضغط أمريكي-إسرائيلي متزايد

profile
  • clock 21 يونيو 2025, 5:36:37 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

 رامي أبو زبيدة – باحث في الشأن العسكري والأمني

تشير المؤشرات الميدانية والاستخباراتية المتواترة إلى أننا أمام منعطف حرج في الحرب الإيرانية الإسرائيلية المتصاعدة، يتجه رويدًا نحو التحول إلى مواجهة إقليمية شاملة، خاصة في ظل تصاعد الاستعدادات الأمريكية، وازدياد وتيرة الاستهدافات المتبادلة، وظهور مؤشرات على قناعة إسرائيلية بقرب دخول الولايات المتحدة على خط النار المباشر.

 أولًا: قراءة في الاستعدادات الأمريكية الميدانية

التحركات العسكرية الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية ليست مجرد رسائل ردع، بل تمثل مرحلة تموضع هجومي.

🔹 قاعدة السلطان الجوية في السعودية أصبحت أحد أكبر مراكز الحشد الأمريكي منذ غزو العراق، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية تمركز:

22 طائرة تزويد بالوقود جواً.

53 مقاتلة متعددة الطرازات.

عشرات الطائرات الأخرى داخل الحظائر.


تقارير سكاي نيوز تؤكد إرسال:

12 مقاتلة F-35 من بريطانيا.

مقاتلات F-22 في طريقها إلى المنطقة.

32 طائرة نقل ثقيل لنقل الجنود والمعدات.

12 طائرة تزويد بالوقود إضافية.

طائرتا استطلاع متقدمة.


 كل هذه التحركات توحي بأن الولايات المتحدة تستعد لشن ضربات جوية واسعة النطاق أو لاحتواء ضربة إسرائيلية كبرى قد تؤدي لتدخل إيراني مباشر في المنطقة.


ثانيًا: الردع الإيراني ومرحلة "التحوّط القيادي"

ما كشفت عنه نيويورك تايمز حول انتقال المرشد الإيراني علي خامنئي إلى مخبأ محصن وإعداده قائمة خلافة، يؤكد أن إيران تتعامل مع الوضع على أنه نقطة انعطاف استراتيجية قد تستهدف قيادتها العليا، في ظل إدراك طهران لجدية إسرائيل والولايات المتحدة في توجيه ضربات تطال الرأس وليس الذراع فقط.

وفي ذات السياق، تصريح مسؤول إيراني لوكالة رويترز بأن "الحرب أولى من وقف التخصيب" يختصر طبيعة العقيدة الإيرانية في هذه اللحظة: لا عودة إلى الوراء في المشروع النووي، ولو كان الثمن المواجهة الشاملة.


 ثالثًا: الضربات المتبادلة – من أصفهان إلى بيت شان

منشأة أصفهان النووية، بحسب القناة 12، تعرضت لتدمير واسع بفعل ضربات إسرائيلية نوعية.

في المقابل، إيران ترد برشقات صاروخية ومسيرات، بعضها كُشف أنه من نوع "شاهد 136"، واستهدف مبنى في بيت شان في العمق الإسرائيلي.

اللافت في الضربة الأخيرة، أن الحرس الثوري الإيراني أطلق صواريخ تحمل رؤوسًا حربية متعددة (26 قذيفة فرعية) – ما يمثل تصعيدًا في الحمولة التدميرية والتشويش على الدفاعات الجوية.


🔸 رابعًا: البُعد الإقليمي – الاصطفاف والدعم

الحوثيون أعلنوا صراحة أنهم سيعودون لاستهداف السفن الأمريكية إذا هوجمت إيران، ما يعني استعدادهم للفتح البحري مجددًا، وإقفال الممرات الملاحية في باب المندب.

القوات المسلحة اليمنية، وبتنسيق واضح مع طهران، كررت تموضعها ضد "العدوان الصهيوني" في كل من غزة ولبنان وسوريا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح بوضوح أن روسيا تعتبر إيران حليفًا استراتيجيًا حقيقيًا، وهو تصريح نادر مباشر قد يُترجم في دعم استخباراتي أو لوجستي في حال تصاعد الحرب.


 خامسًا: احتمالية دخول ترامب على خط الحرب

القناة 12 الإسرائيلية تشير إلى قناعة متزايدة لدى دوائر القرار في تل أبيب بأن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب قد يضطر للتدخل عسكريًا، خاصة إذا تم استهداف المصالح الأمريكية أو إذا أعلن الإيرانيون امتلاكهم لقدرة نووية فاعلة.

هذا السيناريو يحظى بدعم ضمني من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي باتت تعتبر أن "إما أن تخضع إيران، أو يجب أن تتلقى ضربة أمريكية مباشرة".


 خلاصة وتقدير موقف:

الحرب تجاوزت حدود الرد والردع، وهي الآن في طور التوسع الميداني المدروس، وقد تتحول إلى حرب إقليمية مركّبة متعددة الجبهات.

الولايات المتحدة تتهيأ عسكريًا، بينما إيران تتهيأ وجوديًا ونفسيًا، وكلا الطرفين يُدرك أن المواجهة قد تفرض عليهما فرضًا لا اختيارًا.

السيناريو الأخطر: توجيه إسرائيل أو أمريكا ضربة مباشرة على منشآت نووية حيوية مثل "فوردو"، ما قد يدفع إيران إلى إطلاق ردود شاملة تشل القواعد الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

في المقابل، استمرار الضربات اليومية الإيرانية محدودة التأثير قد لا يحقق هدف الردع المطلوب، ما يفتح الباب أمام تطورات أكثر خطورة.


✴️ كل المؤشرات تقول إننا في الأيام القادمة قد نشهد واحدة من أكبر موجات التصعيد العسكري في المنطقة منذ غزو العراق أو حرب تموز 2006، وربما ما هو أخطر.

التعليقات (0)