مخاوف داخلية وتباينات سياسية في واشنطن

تأجيل ترامب قرار التدخل العسكري ضد إيران: حسابات انتخابية أم إعادة تموضع استراتيجي؟

profile
  • clock 21 يونيو 2025, 5:57:44 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

المشهد يزداد تعقيدًا في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران

في الوقت الذي تتزايد فيه وتيرة التوترات بين إسرائيل وإيران، يثير تأجيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بشأن التدخل العسكري المحتمل ضد طهران العديد من التساؤلات حول أبعاد القرار وخلفياته. ووفق تصريحات رسمية صادرة عن البيت الأبيض، فإن ترامب سيحسم قراره خلال أسبوعين، بعد منح الجهود الدبلوماسية فرصة إضافية.

مخاوف داخلية وتباينات سياسية في واشنطن

يرى مراقبون أن هذا التأجيل يعكس تعقيدات المشهد السياسي الداخلي الأميركي، ووجود تباين في مواقف صانعي القرار بين التيار الانعزالي المؤيد لتقليص الدور الأميركي الخارجي، وبين قوى الضغط المرتبطة بإسرائيل.

وأشار عبدالعزيز العنجري، رئيس مركز "ريكونسنس" وعضو نادي الصحافة الوطني بواشنطن، إلى أن "شرائح واسعة من قاعدة ترامب لم تعد ترى في إسرائيل حليفًا فوق النقد"، مضيفًا أن هناك وعيًا متزايدًا داخل المجتمع الأميركي حيال الحروب التي تخدم مصالح خارجية.

وأكد العنجري أن القلق من التكاليف المجهولة والمخاطر الاستراتيجية لأي مواجهة مع إيران هو ما يدفع ترامب للتريث، خاصةً أنه يراهن على الاستقرار الاقتصادي الداخلي كأحد أعمدة حملته الانتخابية.

3 تفسيرات رئيسية لموقف ترامب

من جانبه، طرح المحلل السياسي ياسر الزعاترة ثلاث تفسيرات لتأجيل ترامب قراره:

خدعة تكتيكية لإرباك إيران: إذ يرى أن ما أعلنه البيت الأبيض قد يكون جزءًا من لعبة تضليل كما حدث الأسبوع الماضي، حين تحدثت واشنطن عن مفاوضات مرتقبة، بينما كانت العمليات العسكرية تبدأ على الأرض.

حسابات داخلية وانتخابية: خاصة أن قاعدة ترامب الشعبية ترفض الانخراط في حروب جديدة، وتتمسك بسياسات "أميركا أولًا"، وتركّز على مواجهة الصين أكثر من التورط في الشرق الأوسط.

إعادة تموضع عسكري أميركي: حيث يهدف ترامب، وفقًا للزعاترة، إلى كسب الوقت لإعادة انتشار القوات الأميركية في مناطق حساسة مثل العراق وسوريا والخليج، تحسّبًا لأي هجمات إيرانية انتقامية.

التصعيد لا يزال خيارًا قائمًا

ورغم هذا التأجيل، يرى الزعاترة أن الاحتمال الأكبر هو التصعيد، خاصة في ظل ضغوط اللوبي الصهيوني والتيارات الإنجيلية داخل الحزب الجمهوري، والتي تدفع باتجاه المواجهة المفتوحة مع إيران.

وحذر من أن أي تدخل أميركي سيكون له آثار استراتيجية عميقة، ليس فقط على الأمن الإقليمي، بل على الولايات المتحدة نفسها، خصوصًا إذا ما قوبل بردود فعل إيرانية على قواعد أميركية أو مصالح حيوية في المنطقة.

البيت الأبيض: جهود دبلوماسية مستمرة

بدورها، صرحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن ترامب ما زال يبذل جهودًا لحل الأزمة مع إيران عبر القنوات الدبلوماسية، مؤكدة أن "قرار المشاركة في الحرب لم يُحسم بعد، وسيتم اتخاذه خلال أسبوعين".

إن القرار الأميركي لا يزال معلّقًا بين التصعيد والدبلوماسية، ويبدو أن ترامب يُدير الموقف بمنظور استراتيجي وانتخابي مزدوج. وبينما تتحرك إيران وإسرائيل على الأرض، تبقى واشنطن في حالة ترقب، مع مراقبة دقيقة لأي تطورات قد تغيّر المعادلة في لحظة.

التعليقات (0)