-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
هاني الكنيسي يكتب: ما وراء "النميمة" الصهيونية عن "توتر" العلاقات بين القاهرة وتل آبيب
هاني الكنيسي يكتب: ما وراء "النميمة" الصهيونية عن "توتر" العلاقات بين القاهرة وتل آبيب
-
11 مايو 2025, 10:54:19 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
توتر العلاقات بين القاهرة وتل آبيب
ربما من المفهوم توقيت عودة اهتمام الإعلام الإسرائيلي بـ"مغزى" القرار المصري تأجيل تعيين سفيرها الجديد في تل أبيب، وعدم قبول تعيين 'أوري روتمان' سفيرا جديدا لإسرائيل في القاهرة، خلفا للسفيرة 'أميرة أورون' التي انتهت مهمتها قبل نحو ثمانية أشهر في خريف العام الماضي. وربما من غير المستغرب أن تعزو الصحافة العبرية القرار المصري (إن كان قرارا) لما تصفه بـ"توتر غير مسبوق بين البلدين اللتين تربطهما معاهدة سلام، منذ تصاعد وتيرة الحرب في غزة وسيطرة الجيش الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا (في انتهاك علني للترتيبات الأمنية المحددة في المعاهدة)، وطروحات تهجير سكان القطاع إلى سيناء، ثم إصرار حكومة النتنياهو على إفشال جهود الوساطة المصرية القطرية لوقف القتال والإفراج عن الرهائن في إطار اتفاق ملزم وطويل الأمد مع حماس، وأخيرا بإعلان قرار توسيع العملية العسكرية بل واحتلال غزة كليًا– حسب تعبير وزير المالية المتطرف 'سموتريتش'.
لكن اللافت في تناول الإعلام الإسرائيلي لهذا الموضوع -انطلاقا من خبر منقول عن صحيفة العربي الجديد- هو "النبرة العدائية ولغة النميمة" التي طغت على معظم التقارير والتحليلات. وهو "المود" أو المزاج الإعلامي العام الذي لا أفصله عن "الحملة الأوركسترالية" التي شنتها صحف وقنوات ومواقع صهيونية، على مدى أسابيع متصلة وربما أشهر، تحت عنوان "القلق الإسرائيلي من التهديدات العسكرية والأمنية التي تشكّلها مستويات حشد القوات المصرية في سيناء وعلى الحدود بما لا يتفق مع شروط الملاحق الموقعة في اتفاقيات كامب ديفيد". وينطبق ذلك أيضا على تسليط الضوء بشكل "هستيري" في الإعلام الصهيوني على التدريبات الجوية أو المناورات المصرية الصينية الأخيرة (عملية نسور الحضارة 2025)، والاستفاضة "المفرطة" في التحذير على لسان خبراء عسكريين وأشباه مسؤولين من خطر تعزيز الترسانة المصرية بأحدث المقاتلات والصواريخ والقطع البحرية الصينية.
وبالعودة إلى أحاديث "النميمة" عن تصدع العلاقات بين مصر وإسرائيل، تشير صحيفة 'معاريف' إلى أن الحركة الدبلوماسية الدورية للخارجية المصرية بتعيين سفراء جدد في بعض العواصم، جرت دون تعيين سفير جديد في تل أبيب، خلفاً للسفير السابق خالد عزمي، الذي انتهت مدة منصبه قبل أشهر وعاد إلى ديوان الخارجية دون تعيين بديل له حتى الآن.
وتذكر مواقع أخرى أن السفير طارق دحروج، الذي كان أحد أبرز المرشحين للمنصب الشاغر في دورة 2025 "نظرا لخبرته المشهودة في القضايا الإقليمية الحساسة"، تم تعيينه الأسبوع الماضي سفيراً لمصر في باريس بدلاً من تل أبيب.
الخلافات بين مصر وتل أبيب
ونقلت صحف عبرية عن مصادر دبلوماسية أن "قرار القاهرة تجميد تعيين السفراء يرتبط بشكل مباشر بتفاقم الخلافات مؤخرا بين مصر وتل أبيب بشأن إدارة حرب غزة والتصعيد العسكري المستمر في رفح مع مضي الحكومة الإسرائيلية في خطط تهجير الفلسطينيين، والتي تعد من أكثر القضايا حساسية بالنسبة للأمن القومي المصري". وفي السياق ذاته، أبرزت الصحف الإسرائيلية ما أوردته الصحيفة القطرية (العربي الجديد) على لسان دبلوماسي مصري رفيع -لم تذكر اسمه- بأن هذا التطور "لا يعني بالضرورة خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بقدر ما يعكس تسجيل موقف 'سيادي' له أبعاده السياسية والرمزية".
وفي غمرة هذه التغطية، كان من الملاحظ استرجاع الإعلام الإسرائيلي تصريحات "تلفزيونية" سابقة للسفير رخا أحمد حسن (مساعدة وزير الخارجية المصري الأسبق)، والاستشهاد بعبارته "في ظل السلوك العدائي من جانب إسرائيل تجاه الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فإنه ليس من المناسب أو المقبول سياسيا أن يقدم سفير مصري جديد أوراق اعتماده للخارجية الإسرائيلية، أو أن نتحدث عن تعزيز التعاون الدبلوماسي بينما تستمر جرائم الإبادة والتهجير القسري والتجويع والقصف الجوي يوميًا، بدعم من الحكومة اليمينية المتطرفة".
وعلى هذا المنوال، تناقل عدد غير قليل من الصحف والمواقع الإسرائيلية -خلال يوم واحد- "شذرات" متفرقة من تصريحات واستنتاجات وتحليلات، تعزف في مجملها على نغمة جذابة إعلاميا، يمكن إيجازها في الترويج لفكرة "أجواء التوتر الدبلوماسي بين القاهرة وتل آبيب".
وبصراحة، لا أدري إن كان من قبيل الصدفة أن تواكب هذه "النميمة" الصهيونية فيضا من التنظيرات حول أبعاد الزيارة الوشيكة للرئيس الأمريكي للمنطقة والتكهنات بأن يرتكز "إعلانه المهم" المرتقب على وضعية غزة في معادلة الشرق الأوسط الجديد.
.jpeg)








