-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
نورا المرشدي تكتب: حين يبكي الصندوق
نورا المرشدي تكتب: حين يبكي الصندوق
-
27 يونيو 2025, 11:12:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عن الوجع المختبئ في أعماقنا كما تختبئ الحقيقة في الصندوق الأسود
“نبدو بخير… لكن داخل كلٍّ منّا صندوق لم يُفتح بعد.”
في الظاهر، نحن أقوياء.
نبتسم حين يليق بنا الحزن، ونُلقي التحية بصوتٍ مشرق، فيما الصمت في دواخلنا يصرخ.
نتقن الضحك، ونُحسن التماسك، ونرتدي أقنعة الأمل كل صباح.
لكن في داخل كل واحدٍ منّا… هناك “صندوق أسود”.
ليس من الحديد، ولا من المعدن، بل من الذاكرة… من الوجع… من الصمت المتراكم.
تمامًا كالصندوق الأسود في الطائرات، لا يُفتح إلا بعد السقوط، ولا يُسمع إلا بعد الفقد، ولا يُفهم إلا حين يفوت الأوان.
ذاك هو صندوقنا.
نخبّئ فيه كل لحظة خيبة، كل نظرة خذلان، كل صرخة لم نجرؤ على إطلاقها.
نسجّل فيه حوارات لم تكتمل، ورسائل لم تُرسل، وأحلامًا توقفت في منتصف الحلم.
نضحك… ونبدو بخير، لكن الصندوق يئنّ في صمت.
كلما ازداد امتلاءً، خفنا أن ينفجر، فنُسَكّته… ونبتسم أكثر.
في ذلك الصندوق، وجوهٌ رحلت دون وداع، ذكرياتٌ لا تموت رغم مرور السنين، أصواتٌ نشتاقها كل ليلة.
وحين يبكي الصندوق… لا أحد يسمع.
لا أحد يدري أننا، رغم الحياة التي نعيشها، نحمل في دواخلنا حطام طائرة… لم يُعلن أحد عن سقوطها.








