تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن الجهة الوحيدة المخولة بالبت في مسألة تحديد المدن المستضيفة لمباريات كأس العالم 2026 هي الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه، وليس أي حكومة أو طرف سياسي.

وأوضح المسؤول أن اللوائح واضحة في هذا الصدد، حيث يتم اتخاذ القرار وفقًا لمعايير أمنية، لوجستية، وتنظيمية دقيقة، وبناءً على اتفاقيات موقعة مسبقًا مع الدول المستضيفة.

تصريحات ترامب تثير الجدل

تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تلميحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه قد يعلن مدنًا "غير آمنة" لاستضافة البطولة، مشيرًا إلى إمكانية تعديل خطة الاستضافة التي أقرها الفيفا.

وأثارت تصريحات ترامب جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية والسياسية، إذ اعتبرها البعض تدخلاً مباشرًا في شؤون اتحاد مستقل، فيما رأى آخرون أنها محاولة للضغط على بعض المدن الأمريكية التي تشهد نقاشات محلية بشأن الجاهزية الأمنية واللوجستية.

مونديال 2026 بين ثلاث دول

تجدر الإشارة إلى أن كأس العالم 2026 سيقام لأول مرة في التاريخ بشكل مشترك بين ثلاث دول: الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك. ومن المقرر أن تستضيف مدن كبرى مثل لوس أنجلوس، نيويورك، ميامي، تورونتو، ومكسيكو سيتي مباريات البطولة التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا بدلاً من 32.

وتعمل اللجان المنظمة منذ سنوات على تجهيز البنية التحتية والملاعب وخطط النقل والأمن، في حدث يوصف بأنه الأكبر في تاريخ كرة القدم العالمية.

الفيفا يشدد على الاستقلالية

نائب رئيس الفيفا شدد في تصريحاته على أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يتمتع باستقلالية كاملة في اتخاذ قراراته، مؤكدًا أن التدخلات السياسية لن تؤثر على الخطة الموضوعة مسبقًا.

وأضاف أن أي تغيير محتمل في المدن المستضيفة لا بد أن يتم عبر لجان الفيفا الفنية والتنظيمية، وليس بقرارات سياسية أو فردية، حفاظًا على مصداقية البطولة.

مخاوف أمنية ولوجستية

ورغم تطمينات الفيفا، تبقى هناك تساؤلات بشأن قدرة بعض المدن على التعامل مع أعداد هائلة من الجماهير، إلى جانب التحديات الأمنية المرتبطة بتنظيم حدث عالمي بهذا الحجم.

ويرى خبراء أن هذه المخاوف هي السبب وراء تصريحات ترامب، خصوصًا في ظل التوترات الداخلية ببعض المدن الأمريكية، لكنهم يؤكدون في الوقت ذاته أن الاتحاد الدولي يملك الخبرة الكافية لإدارة مثل هذه الملفات.

أهمية البطولة للقارة الأمريكية

يمثل مونديال 2026 فرصة ذهبية لأمريكا الشمالية لإبراز قدرتها على استضافة أضخم الأحداث الرياضية عالميًا. كما يُتوقع أن يحقق عوائد اقتصادية بمليارات الدولارات من السياحة والبث التلفزيوني والرعاية التجارية.

وتسعى المدن المستضيفة إلى الاستفادة من هذه الفرصة عبر تطوير بنيتها التحتية وتعزيز صورتها عالميًا، ما يجعل الالتزام بخطط الفيفا أمرًا حتميًا.