مواجهة مباشرة بين نتنياهو وزامير.. "سي إن إن" تكشف تفاصيل اجتماع عاصف لـ"الكابينت"

profile
  • clock 2 سبتمبر 2025, 6:00:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سي إن إن

تفاقمت الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية، بعدما واجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباشرة في اجتماع أمني، اعتراضاً على خطط توسيع الحرب والدخول إلى مدينة غزة. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن النقاشات الأخيرة داخل المجلس الوزاري المصغر اتسمت بحدة غير معهودة، حيث أصر زامير على طرح تحفظاته رغم تجاهل نتنياهو مقترحات التهدئة.

في الوقت الذي استُدعي فيه عشرات الآلاف من جنود الاحتياط استعداداً للعملية العسكرية الكبرى، كرر زامير تحذيراته من أن السيطرة على غزة بعد نحو عامين من القتال ستعرّض الجنود لمخاطر جسيمة، وستضاعف التهديد على حياة 48 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا محتجزين لدى المقاومة. كما أبدى قلقه من النتائج الإنسانية الكارثية لتهجير ما يصل إلى مليون فلسطيني، محذراً من انعكاسات استراتيجية سلبية قد تتحمل إسرائيل تبعاتها لسنوات.

تحذيرات من احتلال شامل

في اجتماع عاصف عقد مساء الأحد الماضي، شدد زامير على ضرورة النظر في مقترح وقف إطلاق النار الجزئي الذي تقدمت به وساطة مصرية–قطرية وقبلت به حركة حماس، قائلاً أمام الوزراء: "هناك إطار مطروح على الطاولة، ويجب أن نأخذه بجدية". لكن نتنياهو تجاهل الطلب ولم يضع المقترح على جدول أعمال المجلس، فيما أصر رئيس الأركان على تسجيل موقفه.

وبحسب التسريبات التي أكدت صحتها مصادر عسكرية لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد حذر زامير من أن اقتحام غزة سيقود حتماً إلى احتلال عسكري كامل للقطاع، بما يعني تحمّل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن أكثر من مليوني فلسطيني. وقال: "يجب أن تدركوا أن قراركم بالسيطرة على مدينة غزة يعني الدخول في إدارة عسكرية كاملة، وسيكون الجيش وحده المسؤول عن السكان المحليين".

المتحدث باسم الجيش رفض التعليق على تصريحات زامير، فيما لم يرد مكتب نتنياهو على استفسارات وسائل الإعلام.

نتنياهو يتجاهل التحذيرات

نتنياهو رفض مناقشة أي اتفاق جزئي، مؤكداً وفقاً لما نقلته المصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "انسوا الاتفاقات الجزئية… يجب الدخول بكل قوة وإنهاء الأمر". وأصر رئيس الوزراء على أن أي صفقة يجب أن تشمل إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة.

بالمقابل، حصل زامير على دعم محدود من بعض الوزراء، حتى داخل حزب "الليكود" نفسه، فيما هاجم حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين رئيس الأركان واتهموه بانتهاج "مقاربة ضعيفة واستسلامية" تمنع إسرائيل من تحقيق نصر حاسم على حماس.

اتهامات بـ"محاولة انقلاب عسكري"

الخلافات بين نتنياهو وزامير ليست جديدة، إذ بدأت تتسع منذ تسرب أنباء عن اعتراضه على توسيع الحرب. ففي مطلع أغسطس، شن يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، هجوماً لاذعاً على رئيس الأركان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متهماً إياه بقيادة "تمرد ومحاولة انقلاب عسكري تشبه جمهوريات الموز في سبعينيات القرن الماضي". ولم يبدُ نتنياهو أي اعتراض على ما قاله ابنه.

توتر مزمن بين الحكومة والجيش

هذا الصدام الأخير يعكس نمطاً متكرراً منذ تشكيل حكومة نتنياهو في يناير 2023، حيث يسود التوتر المزمن بين المستوى السياسي والعسكري. فكثيراً ما تجاهلت الحكومة توصيات الجيش، بينما يدخل حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين في صدام متكرر مع المؤسسة العسكرية بشأن سياساتها في غزة والضفة الغربية المحتلة.

طوال ما يقارب عامين من الحرب، تكررت المواجهات بين الطرفين، مع محاولات متواصلة من نتنياهو للتنصل من المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية التي رافقت هجمات 7 أكتوبر 2023، محملاً القيادات الأمنية المسؤولية. وخلال الأشهر التسعة الماضية، أقال رئيس الوزراء جميع القيادات الأمنية التي كانت في مواقعها يوم الهجوم، بمن فيهم وزير الدفاع، ورئيس الأركان السابق، ورئيس جهاز "الشاباك".

استهداف زامير من حلفاء نتنياهو

ورغم أن زامير جرى تعيينه مباشرة من قبل نتنياهو ووزير الحرب إسرائيل كاتس قبل أشهر فقط، وكان مقرباً من مكتب رئيس الوزراء عندما عمل سكرتيراً عسكرياً له، إلا أنه سرعان ما تحول إلى هدف لانتقادات اليمين المتشدد بسبب مواقفه الأخيرة.

ومع تصاعد اعتراضه على عملية اقتحام غزة، ارتفعت الدعوات داخل معسكر نتنياهو لإجباره على الاستقالة، بعد أقل من نصف عام على توليه المنصب، في مؤشر على عمق الشرخ بين الحكومة والجيش في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ الصراع.

التعليقات (0)