-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
"من نور العشر" (حكمة – عبادة – دعاء)... أفضل وأحب الأعمال في أول أيام ذي الحجة
"من نور العشر" (حكمة – عبادة – دعاء)... أفضل وأحب الأعمال في أول أيام ذي الحجة
-
28 مايو 2025, 1:33:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إن إدراك هذا العشر الأوائل من ذي الحجة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد، يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون. وواجب المسلم استشعار هذه النعمة، واغتنام هذه الفرصة، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية، وأن يجاهد نفسه بالطاعة. وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازماً لعبادة مولاه.
فمن أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها :
- الصيام في عشر ذي الحجة
يستحسن صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها لأن النبي ﷺ حث على العمل الصالح في هذه الأيام، والصيام من أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة. ولاشك أن عبادة الصيام عموما من أفضل الأعمال عند الله تعالى وهو مما اصطفاه لنفسه، كما جاء في الحديث القدسي: “قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” (أخرجه البخاري 1805).
- صيام يوم عرفة
يعتبر صيام يوم عرفة من أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة وفي فضله جاء الحديث الشريف، كما في صحيح مسلم: “صيام يوم عرفة، أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله”.والمراد بتكفير الذنوب :هي الصغائر، أما الكبائر فلابد من التوبة منها، وأما حقوق العباد فلا بد من ردها أو مسامحتهم.
وكان النبي ﷺ يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ قالت: كان النبي ﷺ يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين” (أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462).
دعاء يوم عرفة
يوم عرفة من الأيام التي ينبغي للمسلم أن يعتني بالدعاء فيها فيدعو بالمأثور عن النبي ﷺ وبغيره، كما يكثر من التسبيح والتهليل والتكبير ونحوها من الأذكار، مع الإلحاح في السؤال والتضرع لله تعالى والاجتهاد في هذا اليوم العظيم.
وأفضل دعاء في يوم عرفة هو ما جاء في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ( أخرجه الترمذي وحسنه الألباني).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كان أكثر دعاء رسول الله ﷺ يوم عرفة: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير” (حسن، رواه أحمد).
- كثرة الذكر
قال الله تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} (الحج:28) قال ابن عباس والشافعي والجمهور: هي أيام العشر. وقال الإمام النووي واعلم أنه يستحب الإكثار من الأذكار في هذا العشر زيادة على غيره، ويستحب من ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر.(كتاب الأذكار للنووي)
على المسلم أن يسعى في الاستفادة من هذه الأيام العظيمة ويكثر من ذكر الله في عشر ذي الحجة من استغفر وتسبيح ومداومة على أذكار اليوم والليلة وزيادة في التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح ومن كل الأذكار والأدعية التي دلنا عليها نبينا محمد ﷺ
التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح
التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح من أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهارا للعبادة، وإعلانا بتعظيم الله تعالى. ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة.
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيرا للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.
- أداء الحج والعمرة
إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب -إن شاء الله- من قول رسول الله ﷺ : ” الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” (متفق عليه).
- ذبح الأضحية
ذبح الأضاحي من الأعمال الجليلة ويكون في آخر يوم من أيام العشر – يوم عيد الأضحى – والأضحية هي ما يذبح شكرا لله وتقربا إليه على نعمة الحياة إلى حلول أيام ذي الحجة. وهي مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى : {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]. والمقصود – كما قال أهل التفسير-: فصل عيد الأضحى وانحر البدن بعدها.
وعن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله ﷺ أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، فأُتِي به ليُضحِّي به، فقال لها: ((يا عائشة، هلمّي المُدية)) ثم قال: ((اشْحَذِيها بحَجَرٍ)) ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: ((باسم الله، اللهم تقبَّل من محمدٍ وآل محمد، ومن أُمَّة محمد، ثم ضحَّى به))؛ (رواه مسلم).
الصدقة والإكثار من الأعمال الصالحة
لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عظم ثوابه عند الله تعالى. فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.










