-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
مفاوضات التهدئة في غزة: مصر وقطر تواصلان الوساطة، و"حماس" تؤكد الجاهزية… فهل تقترب نهاية الحرب؟
السيناريوهات المحتملة: اتفاق تدريجي أم انهيار جديد؟
مفاوضات التهدئة في غزة: مصر وقطر تواصلان الوساطة، و"حماس" تؤكد الجاهزية… فهل تقترب نهاية الحرب؟
-
1 يونيو 2025, 6:22:58 م
-
431
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
ضغوط دولية متصاعدة، وتباين في المواقف... والتفاصيل في الصياغات قد تحدد المصير
مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره التاسع، تتكثف جهود التهدئة الإقليمية والدولية، وسط تحركات نشطة من الوسيطين المصري والقطري، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
بيان مصر وقطر: تأكيد على التهدئة واستئناف المفاوضات
في بيان مشترك صدر مساء الأحد، أكدت جمهورية مصر العربية ودولة قطر استمرار جهودهما لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، مشيرتين إلى الاستناد إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف كأرضية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة.
البيان شدد على ضرورة التحلي بالمسؤولية من قبل جميع الأطراف، والعمل على إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، بما يشمل هدنة مؤقتة مدتها 60 يومًا تمهّد لوقف دائم لإطلاق النار، وفتح المعابر، والسماح بدخول المساعدات، وبدء إعمار القطاع وفق خطة أقرّتها القمة العربية في القاهرة في مارس الماضي.
موقف "حماس": ترحيب مشروط واستعداد للتفاوض
وفي تطور إيجابي، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بيانًا رسميًا رحّبت فيه بالجهود القطرية والمصرية، وأبدت استعدادها الفوري للانخراط في جولة مفاوضات غير مباشرة، بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ويؤمن الإغاثة الإنسانية الكاملة، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع.
هذا الموقف يمثل مرونة واضحة من قبل "حماس"، ويعكس رغبتها في إنهاء معاناة السكان في غزة، لكنه في الوقت نفسه يُبقي على ثوابتها الأساسية المتعلقة بوقف العدوان ورفع الحصار وضمان حقوق الفلسطينيين.
إسرائيل تماطل وتحاول فرض صيغة "التوقف المؤقت"
في المقابل، يبدو أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يتعامل بحذر مع المقترحات المطروحة. ووفقًا لما نقلته الصحفية الإسرائيلية غيلي كوهين، فإن الوسطاء يمارسون ضغطًا مباشرًا على "حماس" لقبول المقترح الأميركي بصيغته الحالية، والذي يركز على التهدئة المؤقتة دون وضوح حول النقطة المحورية وهي "وقف إطلاق النار الدائم".
وتشير مصادر مطلعة على سير المفاوضات إلى احتمال تحقيق تقدم محدود من خلال تعديلات طفيفة في الصياغة، خاصة تلك المتعلقة بإنهاء الحرب، لكن لا شيء مؤكد حتى الآن. أي تقدم مشروط بـاتفاق على تفسير مشترك لمصطلحات مثل "الهدنة" و"وقف دائم لإطلاق النار"، وهو ما لا يزال يشكل عقبة حقيقية أمام الاتفاق.
السيناريوهات المحتملة: اتفاق تدريجي أم انهيار جديد؟
في ضوء هذه التطورات، هناك عدة سيناريوهات محتملة للمرحلة المقبلة:
سيناريو التقدم المشروط: ويتمثل في قبول "حماس" للمقترح بعد إجراء تعديلات محدودة تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار لاحقًا، مقابل التزام إسرائيلي بتسهيلات إنسانية وإطلاق سراح الأسرى.
سيناريو التجميد والمراوحة: في حال استمر الخلاف على الصياغات، قد تتواصل المفاوضات دون اختراق حقيقي، بينما يبقى الوضع الإنساني يتدهور.
سيناريو التصعيد مجددًا: إذا فشلت الجهود بشكل نهائي، قد تعود العمليات العسكرية بقوة، خاصة في ظل تلويح إسرائيل المتكرر بخيارات "الحسم" و"المرحلة الثالثة" من العدوان.
التهدئة تقترب… ولكن بشروط
المعطيات الحالية تشير إلى أن فرصة التوصل إلى تهدئة ممكنة لكنها هشة، وتعتمد على قدرة الوسطاء على جسر فجوة الثقة بين الطرفين، وصياغة اتفاق يراعي الحد الأدنى من مطالب "حماس"، دون أن يصطدم بخطوط تل أبيب الحمراء.
وفي ظل هذا الواقع، تبقى المسؤولية على المجتمع الدولي في الضغط لوقف العدوان، وفرض ضمانات ملزمة لأي اتفاق، بما يُنهي المعاناة في غزة ويفتح الباب لحل سياسي شامل.










