تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

المئات يحتجون أمام السفارة الأمريكية في نواكشوط

شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط مظاهرات حاشدة أمام مقر السفارة الأمريكية، شارك فيها مئات المواطنين، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران.

وأفادت وكالة الأناضول أن التظاهرات استمرت حتى وقت متأخر من الليل، حيث رفع المشاركون شعارات داعمة لغزة، ومنددة بالاعتداء الإسرائيلي على السيادة الإيرانية، كما حمّلوا الولايات المتحدة المسؤولية المباشرة عن استمرار العدوان من خلال دعمها العسكري والسياسي غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي.

مبادرة طلابية تقود الاحتجاجات ضد التطبيع والدعم الأمريكي

نُظّمت المظاهرة بدعوة من "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة"، وهي منظمة غير حكومية تنشط في دعم القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع، وقد شكّلت صوتًا شبابيًا قويًا في مواجهة السياسات الأمريكية في المنطقة.

أحزاب سياسية موريتانية تدين العدوان وتطالب بتحرك دولي

في السياق ذاته، أصدرت معظم الأحزاب السياسية الموريتانية بيانات إدانة للعدوان الإسرائيلي على إيران، من بينها حزب "الإنصاف" الحاكم، وحزب "تواصل" المعارض.

وأكد حزب "الإنصاف" في بيانه أن الهجوم يمثل "استهدافًا مباشرًا لسيادة إيران وخرقًا صارخًا للقانون الدولي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف التصعيد والعودة إلى مسارات الحل السياسي الشامل.

من جانبه، شدد حزب "تواصل" على أن العدوان الإسرائيلي "لن يزيد الأمة إلا تمسكًا بحقوقها"، واصفًا الهجوم بأنه "همجي وخطير على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة"، داعيًا "القوى الحية في الأمة وأحرار العالم إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه مخططات الاحتلال الغاشم".

سياق الهجوم: عملية “الأسد الصاعد” وتبادل الضربات

يأتي هذا الغضب الشعبي والسياسي في موريتانيا على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير الذي بدأ فجر الجمعة الماضية، بدعم أمريكي، تحت اسم "الأسد الصاعد"، والذي استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ في إيران، وأدى إلى اغتيال قادة عسكريين بارزين.

في المقابل، ردّت إيران في مساء اليوم نفسه بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، في 10 موجات متتالية، ما أسفر حتى فجر اليوم الإثنين عن مقتل 25 شخصًا وإصابة أكثر من 345، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في البنية التحتية داخل دولة الاحتلال.

غزة تحت النار: إبادة بدعم أمريكي وصمت دولي

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال ارتكاب حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 184 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة قاتلة وتجاهل دولي تام لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.